Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents
مشتهى الأجيال - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    حياة من موت

    لقد بسط المسيح أمام تلاميذه الأمور التي ستحدث له مستقبلا ممثلا لذلك بأشياء من الطبيعة حتى يستطيعوا فهم أقواله . إن النتيجة الحقيقية لرسالته لم يكن يمكن الوصول إليها إلا بموته . قال: “الحق الحق أقول لكم: إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت فهي تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير” (يوحنا 12 : 24). إن حبة الحنطة عندما تقع في قلب الأرض وتموت تنبت وتحمل ثمرا . وهكذا موت المسيح كان مزمعا أن يأتي بثمر لملكوت الله . وطبقا لنواميس مملكة النبات كان سينتج عن موته حياة.ML 589.1

    إن من يحرثون الأرض يجدون هذا المثل أمامهم دائما . فالإنسان يحتفظ بحنطته عاما بعد عام بكونه يلقي بأفضل جزء منها كما يبدو . لابد من أن تدفن هذه الحنطة في أتلام الحقل والرب يحرسها ويرعاها . وبعد ذلك يظهر النبات ثم السنبل ثم القمح الملآن في السنبل . ولكن هذه الأطوار لا تتم إلا بعد ما تدفن الحنطة وتختفي وتضيع حسب الظاهر.ML 589.2

    إن البذار الذي يدفن في الأرض يثمر والثمر الجديد يزرع مرة أخرى ، وبهذه الكيفية يربو المحصول ويتضاعف . وكذلك موت المسيح على صليب جلجثة سيثمر للحياة الأبدية . وإن التأمل في هده الكفارة سيكون مجدا للذين سيحيون مدى أجيال الأبد كثمرة لها.ML 589.3

    إن حبة الحنطة التي تحتفظ بحياتها لا يمكنها أن تأتي بثمر بل تبقى وحدها . كان المسيح يستطيع أن ينجو بنفسه من الموت لو أراد . فلو فعل ذلك لبقي وحده ، وما كان يمكنه أن يأتي ببنين وبنات إلى الله . إنما فقط بتسليمه حياته للموت كان يمكنه أن يمنح البشرية الحياة . وليس بغير سقوطه في الأرض ليموت كان يمكنه أن يصير الحبة التي أثمرت كل ذلك الحصاد الوفير- تلك الجموع الغفيرة التي قد افتديت لله من كل أمة وقبيلة ولسان وشعب.ML 589.4

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents