إخدم من كل القلب

إن الروح نفسها و المبادئ نفسها التي يظهرها المرء في عمله اليومي ستتغلغل في الحياة كلها، فالذين يرغبون في أداء قدر محدّد من العمل، و تقاضي راتب مقرر، و الذين يودون أن يبرهنوا عن كفاءة تامة دون بذل مجهوج في الاستعداد و التدرب ليسوا هم الأشخاص الذين يدعون الله للخدمة في عمله. و الذين يحاولون أن يبذلوا أقل ما يمكن من المجهود الجسمي و العقلي و الأدبي ليسوا هم العمال الذين يسكب الله عليهم فيضاً من بركاته. إن قدوتهم معدية، و إن إيثار النفس هو دافعهم المسيطر عليهم. و الذين يحتاجون إلى مراقبة، و الذين يعملون فقط العمل المحدد لهم لن يحكم لهم بأنهم صالحون و أمناء. إن الحاجة لهي إلى عمال يتحلون بالنشاط و الإستقامة و الاجتهاد، عمال مستعدين لعمل كل ما تدعو إلى عمله حاجة.SM 198.4

كثيرون يفقدون ما لهم من كفاءة بتهربهم من المسؤوليات مخافة أن يمنوا بالفشل، فيفوتهم بذلك إحراز تلك الثقاف التي هي ثمرة الاختبار و التي لا يمكن أن نأتيهم عن طريق القراءة و الدرس و ما إلى ذلك من فرص و امتيازات.SM 199.1

إن ذوي القدرة من الناس هم أولئك الذين اختبروا المقاومة و التحقير و إحباط العزيمة، و لكنهم مع ذلك يعملون بكل ما أوتوه من نشاط فتتحول صعابهم إلى بركات إيجابية لهم، و يحرزون فضيلة الاعتماد على النفس. إن ما يلاقيه المرء من نزاع و يحسه من ارتباك و حيرة إنما يدعوه إلى ممارسة الثقة بالله و إلى ثبات العزم الذي ينشئ قوة — (ط: 498 — 500).SM 199.2