التأهل للخدمة

إن الذين يجاهدون ليصبحوا عمالاً لله، الذين يسعون بجد وراء التحصيل لكي يعطوا، سينالون باستمرار نوراً من الله حتى يكونوا مجاري بركاته. ولو أن الشبان و الفتيات امتثلوا لمطاليب الله في عاداتهم و مشتهيات مأكلهم، و شهواتهم، كما فعل دانيال لأصبحوا أهلاً لعمل أسمى. ينبغي لهم أن يطرحوا من أذهانهم كل ما هو رخيص و مبتذل، و ينبذوا الأهواء السخيفة العابثة التي لا مكان لها في حياة واختبار الذين يحيون بالإيمان بابن الله، يأكلون جسده و يشربون دمه.SM 39.1

يجب أن يدركوا أنه مهما عظم إمكانيات تثقيفهم، فقد يقصرون عن بلوغ تلك الثقافة التي تؤهلهم للعمل في ناحية ما من نواحي كرم الرب، إذ لا يمكنهم الانخراط في سلك خدمة الله و هم مفتقرون إلى المؤهلات المطلوبة للتقوى المدركة، و إذا هم أسلموا للهو و العبث عقلهم الذي كان ينبغي أن ينشّط بمقاصد سامية و نبيلة، فإنهم بذلك يضعفون ما وهبهم الله من طاقات، و يصبحون مذنبين أمامه، لأنهم لا يحسنون مواهبهم بالاستعمال الحكيم.SM 39.2

إن ضعفهم الروحي مغيظ لله. يلوثون و يفسدون عقول عشرائهم، و يشجعون بأقوالهم و أفعالهم على الاستخفاف بالمقدسات. و ليس أنهم يوقعون أنفسهم في خطر فقط، بل أن مثالهم مضر بكل من يتصل بهم. ليسوا على الإطلاق أهلاً لتمثيل المسيح. و إذ هم عبيد للخطية مهملون و طائشون و جاهلون، فإنهم لا يلبثون أن ينفصلوا عن المسيح.SM 39.3

و أولئك الذين يقنعون بمستوى منخفض من التحصيل يقصرون عن أن يكونوا عمالاً مع الرب. و إلى الذين يدعون الفكر يشرد و يجول حيث شاء جون رقابة يقدم الشيطان مقترحات تشحن بها عقولهم بحيث يصيرون مدربين في جيشه على إفساد نفوس أخرى. قد يجهرون بالدين، و قد سكون لهم مظهر التقوى، إلا أنهم محبون للملذات دون محبة الله.SM 40.1