المهارة غير المقدسة

من الشبيبة من يتمتعون بلون من المهارة التي تكسبهم تقدير عشرائهم، غير أن مهارتهم ليست مقدسة، لأنها لم تشدد و تترسخ بفضائل الخبرة و مصاعبها، ولا يستطيع الله أن يستعملها لمنفعة البشرية و مجد إسمه. و تحت قناع من التقوى يستعملون قواهم لتدعيم مقاييس زائفة، ثم ينظر إليهم غير المتجددين كمبرر لهم على مسلكهم الخاطئ. و يقودهم الشيطان إلى تسلية صحبهم بهذرهم و بما يسمونه فطنتهم، و كل ما يفعلونه يدعو إلى السخف لأنهم تحت سلطان المجرب الذي يوجه أخلاقهم و يصوغها حتى يعملوا عمله.SM 40.2

إنهم ذوو مقدرة، غير أن مقدرتهم ليست مدربة. عندهم طاقة، إلا أنها غير نامية. لقد أعطوا مواهب، و لكنهم يسيئون استعمالها و يشلونها بالحماقة، و يجرون آخرين إلى دركهم الوضيع. لقد افتدى المسيح نفوسهم بإنكاره ذاته و تضحيته بنفسه و اتضاعه و بما احتمل من عار و تعيير، احتمل كل هذا ليعتقهم من أسر الخطية و من عبودية ذلك السيد الذي يوليهم من اهتمامه على قدر ما يستطيع أن يستعملهم لإهلاك النفوس. غير أنهم يعبثون بمحبة الفادي لهم، فينظر هو إلى عملهم بحزن.SM 40.3

هؤلاء الشبيبة يواجهون خسراناً أبدياً. كيف سيبدو لهم لهوهم و مجونهم يوم ينال كل واحد من ديان كل الأرض ما كان للجسد بحسب ما صنع، فلقد جلبوا إلى الأساس قشاً و هشيماً، و كل عمل حياتهم للهلاك. ما أفدحها خسارة!SM 41.1

أما الذين قاموا بنصيبهم من خدمة الله، ناظرين إلى يسوع في طلب رضاه، مدونين يومياً في سجل حساباتهم، أخطائهم و زلاتهم و أحزانهم و ما حازوه من انتصارات على التجربة، و فرحهم و سلامهم في المسيح، فما أسعد ما ستكون حالهم! ولا يكون عليهم أن يواجهوا سجل حياتهم بخزي و رعب — (ج : 22 حزيزان — يونيو 1899).SM 41.2