الشيطان متنكراً

يعد الشيطان خدعة الآن حتى في حملته الأخيرة على شعب الله لا يمكنهم أن يدركوا أنه هو، “ولا عجب، لأن الشيطان نفسه يغير شكله إلى شبه ملاك نور” 2 كورنثوس 11 : 14. و بينما يدعي بعض المغرورين أن لا وجود له، يأسرهم هو، و يستعملهم إلى حد كبير. و الشيطان يعرف، أكثر مما يعرف شعب الله، السلطان الذي يمكن أن يكون لهم عليه حين تكون قوتهم في المسيح.SM 49.2

إن المؤمنين بالحق، إذ يلتمسون العون من الغالب المقتدر، فإن أضعفهم، إذ يستند على المسيح كلياً، يقدر أن يرد الشيطان و كل جيوشه خاسئين، و الشيطان أدهى من أن يأتي بتجاربه علانية و بجرأة، إذ في حالة كهذه تهبّ ما في المسيحي من طاقات ناعسة، فيستند على ذراع المنقذ القوي المقتدر. بيد أن الشيطان يدخل غير ملاحق، و في استخفافه يعمل بواسطة أبناء المعصية المدعين التقوى. و هو لا يدخر وسعاً في مضايقة شعب الله و تجريبهم و تضليلهم.SM 49.3

إن الذي تجرأ أن يواجه ربنا و يجربه و يعيره، و الذي كان له السلطان أن يأخذخ في ذراعية و يحمله إلى جناح الهيكل، ثم يرتقي به إلى جبل بالغ الإرتفاع جداً، سيستعمل قوته، إلى درجة كبرى ولا شك، على الجيل الحاضر الذين هم دون سيدهم الرب حكمة بما لا قياس له، و في جهل يكاد يكون تاماً لخبث الشيطان و قوته.SM 50.1

و بصورة مذهلة يؤثر الشيطان في أجساد أولئك الذين هم بطبعهم ميالون لعمل ما يأمرهم به، و هو يعتز لأجل نفسه لكون أن الناس يعتبرونه وهمياً خيالياً. وحين يستخفون به و يمثلونه ببعض الصور الصبيانية أو بحيوان ما، فذلك مما يوافقه تماماً. إنه في اعتبارهم هكذا تافهاً بحيث أن عقولهم تظل غير مهيأة لخططه التي يضعها بحكمة، لذلك يكاد أن يكون النجاح حليفه على الدوام. ولو أدرك الناس قوته و خبثه لتهيأت عقولهم لمقاومته بنجاح...SM 50.2