رفض المعاشر الدنيوية

ينبغي أن يتأمل الشبيبة جدياً في ما سيكون عليه قصدهم و عملهم في الحياة، و يضعوا الخطط بحيث تكون عاداتهم متحررة من لوثة الفساد. و إذا أرادوا أن يكونوا في وضع يمكّنهم من التأثير في الآخرين فلا بد لهم من التعويل على النفس. الزنبقة على ضفة البحيرة ترسل جذورها عميقاً تحت سطح القاذورات و الأوحال، و عن طريق ساقها المليء بالمسامات تستمد الخاصيات التي تساعدها على النمو، فتتفتح عن زهرتها النقية غير الملوثة لتستكن، بطهارة، في حضن البحيرة. و أنها لترفض كل ما من شأنه أن يلوث أو يفسد جمالها الكامل.SM 444.2

يمكننا أن نتعلم درساً من الزنبقة، فمع أننا محاطون بالتأثيرات التي من شأنها إفساد الأخلاق و أهلك النفس، بإمكاننا أن نأبى أن يصيبنا الفساد، و بإمكاننا أن نضع أنفسنا حيث لا تعمل المعاشرات الشريرة على إفساد قلوبنا. ينبغي أن يسعى الشبيبة فردياً للاعتشار مع الذين يجاهدون للتقدم صعداً بخطى ثابتة. ينبغي لهم أن يبتعدوا عن معشر أولئك الذين يتشربون كل تأثير شرير، الذين هم خاملون ولا رغبة حارة لهم في بلوغ مستوى خلقي رفيع، ولا يمكن الإعتماد عليهم كأشخاص سيخلصون للمبدأ. ليعتشر الشبيبة مع من يتقون الله و يحبونه، لأن هؤلاء الأشخاص النبلاء الصامدين يمثّلون بالزنبقة التي تتفتح عن زهرتها النقية في حضن البحيرة، إنهم يأبون أن ينقادوا للتأثيرات المفسدة للأخلاق، ولا يأخذون لأنفسهم سوى ما يساعدهم على بناء خلق نقي نبيل، فهم يسعون لمشاكلة المثال الإلهي — (ج: 5 كانون الثاني — يناير 1893).SM 445.1