الحياة المقدسة

لنجعلن كلمة الله موضوع دراستنا، مدخلين مبادئه المقدسة في حياتنا، و لنسلكن أمام الله بوداعة و تواضع، مصلحين أخطاءنا كل يوم، ولا نفصلن النفس عن الله بالكبرياء و الأنانية. لا تراعوا شعوراً بالتفوق المتعالي ظناً منكم أنكم أفضل من الآخرين “من يظن أنه قائم فلينظر أن لا يسقط”. و إذ تخضعون إرادتكم لإرادة المسيح يأتكم السلام و الراحة، و إذ ذاك تسود محبة المسيح في القلب مستأسرة للمخلص مصادر العمل السرية. والطبع المتسرع السريع الاهتياج سيلطف و يخضع بزيت نعمة المسيح، كما أن الشعور بغفران الخطايا سيجلب السلام الذي يفوق كل عقل، و سيبذل جهد حار للتغلب على كل ما يضاد الكمال المسيحي، و ستختفي المنازعات، و الذي سبق أن رأى عيباً في غيره من الناس سيرى أن في صفاته هو من العيوب ما يفوق ذاك إلى حد عظيم.SM 72.1

من الناس من يصغون إلى الحق و يقتنعون أنهم كانوا مقاومين للمسيح في حياتهم، فيشعرون بالإدانة و يتوبون عن تعدياتهم. و إذ يتكلون على استحقاقات المسيح و يمارسون الإيمان الصحيح به، ينالون غفران خطاياهم. و إذ يكفون عن فعل الشر و يتعلمون فعل الصلاح، ينمون في النعمة و في معرفة الله. يرون وجوب التضحية سبيلاً إلى اعتزال العالم، و بعد أن يحسبوا النفقة يحسبون كل شيء خسارة إن أمكنهم فقط أن يربحوا المسيح. لقد تجندوا في جيش المسيح، وها الحرب أمامهم، و سيخوضونها مستبسلين فرحين، محاربين ميولهم و رغائبهم الأنانية، مخضعين إرادتهم لإرادة المسيح. وفي كل يوم يسألون من الرب نعمة تمكنهم من إطاعته، فينالون قوة و عوناً. هذا هو التجديد الصحيح. إن من قد أعطي قلباً جديداً يستند، في اتكال متواضع شكور، على معونة المسيح، ويظهر في حياته ثمار البر. لقد كان في ما مضى محباً لذاته، و كانت المسرات العالمية بهجته، أما الآن فإن صنمه قد هدم، و الرب قد ملك في قلبه غير منازع، و الخطايا التي أحبها فيما مضى أصبح الآن يبغضها. و قد أخذ في حزم و عزم يسلك في طريق القداسة — (ج : 26 أيلول — سبتمبر 1901).SM 72.2