اشتراك الوالدين في خلاص الأولاد

لو أمكن إزاحة الستار ليرى الأب والأم عمل اليوم كما يراه الله, وليريا كيف تقارن عينه السرمدية عمل احدهما بعمل الآخر لاندهشا من إعلان السماء لهما, إذ يرى الزوج أعماله بمزيد من الإتضاع, بينما تحصل الأم على شجاعة ونشاط جديدين لمتابعة عملها بحكمة ومثابرة وصبر, لأنها أصبحت تعرف الآن ما لعملها من قيمة. فبينما كان الأب يعالج أمورا مآلها إلى الفناء والزوال, كان عمل الأم موجها للعقول والأخلاق النامية, فلم تكن تعمل للحاضر فقط بل للأبدية أيضا. CCA 251.2

إن واجب الأب نحو أولاده لا يمكن تحويله إلى الأم. حسبها أن تؤدي واجبها, فذلك حمل كاف لها. ولكن اتحاد الأب والأم هو السبيل الوحيد لإنجاز ما قد سلم الله لا يديهما من عمل. CCA 252.1

ينبغي للأب ألا يعفي نفسه من واجبه في تعليم أولاده من أجل الحياة والخلود, بل عليه أن يشترك في المسؤولية, إذ هناك واجب على كل من الأب والأم. فلا بد من أن يظهرا محبة واحتراما لأحدهما الآخر إذا أرادا رؤية هاتين السجيتين تنموان في أولادهما.CCA 252.2

ينبغي لأبي الصبيان أن تكون علاقته بأبنائه لصيقة, معطيا إيامهم حصيلة خبرته الواسعة, ومتحدثا إليهم ببساطة وحنو, مما يربطهم إلى قلبه. وينبغي له أن يجعلهم يدركون أنه يبغي مصلحتهم وسعادتهم كل حين. CCA 252.3

على من تألفت عائلته من الصبيان أن يدرك أن الواجب يقتضيه ألا يهمل الأنفس المسلمة لعنايته, أيا يكن عمله. لقد جاء بهؤلاء الأولاد إلى العالم, وجعل نفسه مسؤولا أمام الله أن يبذل جهد طاقته لحفظهم من المعاشرات الدنسة ومصاحبات الشر. فينبغي له ألا يترك الأطفال المتبرمين لعناية أمهم كليا, فهذا حمل فوق طاقة احتمالها. عليه أن يرتب الأمور بحيث تراعي مصلحة الأم والأولاد جميعا. ربما كان صعبا على الأم أن تضبط نفسها, وتعمل بحكمة على تهذيب أولادها. ان كان المر كذلك ينبغي للأب أن يحمل نصيبا أوفر من العبء, وأن يعزم على بذل أقوى الجهود لخلاص أولاده.CCA 252.4