كان فن الإيقاع المقدس يلقن بإجتهاد ( في مدارس الأنبياء ). لم تكن تسمع موسيقى راقصة عابثة, ولا أغنية طائشة من شأنها أن تعظم الإنسان وتحول اتجاه الذهن عن الله, بل مزامير حمد للخالق مقدسة ووقورة, ممجدة اسمه ومعددة اعماله العجيبة. لقد انشئت هذه الموسيقى لتتم غرضا مقدسا, لتسمو بالأفكار إلى ما هو طاهر ونبيل ورافع, وتوقظ في النفس روح التعبد والشكر لله.CCA 363.1

الموسيقى جزء من أجزاء عبادة الله في الديار السماوية وعلينا نحن في أغاني حمدنا أن نجتهد, على قدر امكاننا, أن نكون في إنسجام مع الأجواق السماوية. ان التدريب اللائق للصوت هو صورة هامة من صور التثقيف, وينبغي ألا نهمله. والتسبيح, جزء من اجزاء الخدمة الدينية, هو عمل من أعمال العبادة كالصلاة. فيجب أن يشعر القلب بروح التسبيحة لكي يعطيها التعبير الصائب.CCA 363.2

لقد أظهر لي النظام, أجل, نظظام السماء الكامل, ولقد جذلت إذ أصغيت إلى الموسيقى كاملة الإنسجام هناك. وإذ خرجت من الرؤيا وجدت أن الموسيقى هنا منكرة عادمة الإنسجام. شاهدت جماعات من الملائكة يقفون في مربع ومع كل منهم قيثارة من ذهب, وفي طرف القيثارة آلة لتركيزها أو تبديل أنغامها. لم تمر أصابعهم على الأوتار بعدم اعتناء, وإنما مست أوتار مختلفة لتخرج أصواتا مختلفة. وهناك ملاك يتولى القيادة دائما وهو أول من ينقر القيثارة ويخرج النغم, ثم يشرك الجميع في موسيقى سماوية مشبعة وكاملة, ليس إلى وصفها من سبيل. إنها إيقاع عذب, سماوية إلهية, بينما ينعكس على كل محيا صورة يسوع مشرقة بمجد لا يعبر عنه.CCA 363.3

لقد أظهر لي أن على الشبيبة أن يسموا بحياتهم إلى قياس أرفع ويجعلوا كلمة الله مرشدا لهم وقائدا. على عاتقهم تستقر مسؤوليات خطيرة, هم بها مستخفون. إن إدخال الموسيقى إلى بيوتهم بدلا من الحض على القداسة والحياة الروحية قد حول عقولهم عن الحق, فالأغنيات العابثة والقطع الموسيقية بالوقت الذي كان ينبغي أن يكرس للصلاة. أما الموسيقى فهي بركة عظيمة إذا لم نسيء استعمالها, غير أنها, بإساءة استعمالها, تغدو لعنة فظيعة. انها تثير, ولكن لا تؤتي تلك القوة والشجاعة اللتين لا بقدر ان يجدهما المسيحي الا عند عرش النعمة فيما هو يعرض حاجاته ويتضرع بصراخ ودموع طالبا قوة من فوق يتحصن بها من تجارب الشرير القوية. الشيطان يقود الشبيبة اسارى, فماذا عساني أقول لحملهم على تحطيم قوته الآسرة. انه ساحر بارع يغويهم للهلاك. CCA 364.1

كتاب الكتب

اللباس