Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents
التربيـــة - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    الله في الطبيعَة

    ‏على كل الخلائق يرى طابع الله الطبيعة تشهد لله أن العقل الحساس إذا يحتك بمعجزة الكون، وسره لا بد له أن يتحقق من وجود قوة سرمدية تعمل. والارض لا تعطي خيراتها بقوتها الفطرية ، ومن سنة الى سنة تتم وتواصل دورانها حول الشمس. ان يدا غير منظورة ترشد السيارات ( الكواكب السيارة ) في دورانها في السموات .وحياة خفية سرية تعم الطبيعة كلها _ حياة تسند وتعضد العوالم التي لا يحصى عديدها فى اتساعها غير المحدود ، تلك الحياة التي تدب فى الذرة التي تطير فى نسيم الصيف والتي تعطى اجنحة لئلقلق والتي تطعم صغار الغربان التي تصرخ والتي تجعل البراعم تتفتح والزهور تأتي بثمر Tr 115.1

    ‏ونفس القوة التي تدعم الطبيعة وتسندها تعمل ايضا فى الانسان. نفس النواميس العظيمة التي ترشد الكوكب والذرة على السواء تسيطر على الحياة البشرية. والقوانين التي تتحكم فى خفقان القلب وتنظم جريان تيار الحياة الى الجسم هي النواميس التى وضعها فكر الله الجبار الذى له السلطان على النفس . فمنه تنبعث كل الحياة . انما فى الوفاق والانسجام معه يمكن ان يوجد مجالها الحقيقى فى العمل . والشرط هو هو لا يتغر لكل مخلوقاته _ الحياة التى يسندها ويعضدها قبول حياة الله ، الحياة التى ‏تستخدم فى انسجام مع ارادة الخالق. فا‏لتعدي على هذه الشريعة الالهية سواء اكانت بدنية او عقلية او ادبية هو بمثابة شذوذ الانسان عن الانسجام الذي فى الكون لإقحام التشويش والفوضى والدمار Tr 115.2

    فالذي يتعلم أن يفسر تعاليم الطبيعة هكذا تصبح الطبيعة كلها متألقة ومنيرة له .، والعالم يصر كتابا مدرسيا والحياة مدرسة . ان وحدة الانسان مع الطبيعة ومع الله، والسيادة المطلقة للشريعة ونتائج العصيان لا بد ان تؤثر على العقل وتصوغ الخلق Tr 116.1

    هذه دروس يحتاج اولادنا أن يتعلموها . ‏أن الطبيعة تقدم نبعا لا ينضب للتعليم والسرور للطفل الصغير الذي لا يستطيع بعد ان يقرأ من الكتاب والذي لا يمكن بعد حبسه في الحجرة المدرسية حيث الروتين الممل • والقلب الذي لم يتقس بعد بملامسة الشر سريع في معرفة الوجود الذي يتغلغل فى كل الخلائق • والاذن التى لم تصمًها بعد ضجه العالم وغوغاؤه تستمع للصوت الذي يتكلم عن طريق اقوال الطبيعة. اما المتقدمون في الايام اللذين يحتاجون ‏دائما الى مذكري الطبيعة الصامتين بما هو روحى وأبدي فان تعليم الطبيعة سيكون مصدرأ للسرور والتعليم . فكما تعلم الساكنان فى عدن من صفحات سفر الطبيعة وكما فهم موسى كتابة يد الله على سهول بلاد العرب وجبالها وكما فعل الطفل يسوع على سفوح الناصرة ، هكذا اطفال اليوم يمكنهم ان يتعلموا منه . ان غير المنظور يشرحه المنظور . فعلى كل الموجودات التى على الارض من أعلى شجرة فى الغابة الى أصغر الاعشاب التي تتعلق بالصخور، ومن الاوقيانوس الذي لا حدود له الى أصغر الاصداف الملقاة على الشاطئ يمكنهم ان يروا صورة الله وكتابته Tr 116.2

    فعلى قدر الامكان ضعوا الطفل منذ سنواته الباكرة حيث يكون هذا ا الكتاب المدرسي العجيب مفتوحا امامه . دعوه يرى المشاهد المجيدة التي أبدعها الفنان الاعظم على صفحة السموات حتى يتعرف على عجائب الارض والبحر ، دعوه يلاحظ الاسرار المنكشفة في الفصول المتغيرة . وفى كل أعمال الخالق يتعلم عنه Tr 117.1

    لا توجد طريقة أخرى يمكن بواسطتها وضع اساس ثابت واكيد للتعليم والتربية ألحقيقية ، ومع ذلك فحتى الطفل عندما يحتك بالطبيعة سيري سببا للارتباك والحيرة ، فلا يمكنه الا أن يلاحظ عمل القوى المتحاربة المتعادية . هنا تحتاج الطبيعة الى شارح ومفسر . فاذ يرى الشر الظاهر حتى فى العالم ألطبيعي ، يحتاج الجميع الى تعلم الدرس المحزن وهو: «انسان عدو فعل هذا» ( متى 13 ‏: 38 ) Tr 117.2

    ولا يمكن ان ´يقرا تعليم الطبيعة قراءة صحيحة الا فى النور الذي ينبعث من جلجثه . فعن طريق قصة بيت لحم والصليب ينبغي تعليمهم كيف انه من الصواب غلبة الشر ، وكيف أن كل بركه تأتي الينا هي هبة من هبات الفداء ففي العسوج والشوك والحسك والزوان ´يرمز الى الشر الذي يلفح وييبس ويشوه . وفى العصفور المغرد والزهرة المتفتحة والمطر ونور الشمس ونسيم الصيف والندى اللطيف ، وفى ربوات الاشياء فى الطبيعة من بلوطة الغابة الى البنفسجية التي ‏تنمو فى أسفلها وتزهر ، فى كل هذا نرى المحبة المجددة . ولا تزال الطبيعة تحدثنا عن جود الله وصلاحه Tr 118.1

    «لاني .عرفت الافكار التي انا مفتكر بها عنكم يقول الرب افكار سلام لا شر» ( ارميا 29 : 11 ) هذه .هي الرسالة التي في النور المنبثق من الصليب يمكن أن تقرأ على كل وجه الطبيعة ، ان السموات تعلن مجده والارض مملوءة من غناه Tr 118.2

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents