الألبسة غير الصحية

إن عدو كل خير هو الذي أوعز إلى الناس بابتكار الأزياء الدائمة التغير. وجل ما يبغيه هو أن يجلب على الله الحزن والعار يجلب الشقاء والدمار على بني الإنسان. ومن بين الوسائل التي يستخدمها لإتمام هذه الغاية بأفعل كيفية هي حيل الزي أو الموضة المضعفة للجسم والتي توهم العقل وتحقر النفس .KS 180.2

إن النساء معرضات للأمراض والعلل الخطيرة. والذي يزيد من الامهن زيادة عظيمة هو طريقتهم في اليس. فبدلا من الاحتفاظ بصحتهن الوقت الطوارئ الشاقة التي هي لا ريب قادمة عليهم وزنها عاداته الخاطئة كثيرا ما يضحين ليس بالصحة وحدها بل بالحياة أيضاً. فيتركون لأولادهن أرثاً من الويل والحزن في مزاجهم وبنيتهم التالفة وعاداتهم المفسدة المعكوسة وآرائهم الكاذبة عن الحياة.KS 180.3

ومن بين الحيل المختلفة والمضرة للموضة، ذيل الفستان الذي يكنس الأرض . فهو قذر وغير مريح وممتع وغير صحي - كل هذا وكثير غيره يصدق على الذيل المستلقي على الأرض خلف المرأة. هذا إسراف بسبب كمية القماش الزائدة عن اللزوم التي يقتضيها هذا الأمر ويعيب التلف الذي لا داعي له نظراً لطوله. وكل من رأى أمرأة تجر أذيالها خلفها ويداها محملتان بالطرود وهي تحاول صعود سلم، أو النزول إلى أسفل ، أو الدخول في سيارة اجرة ، او تشق لنفسها طريقا بين جمع من الناس ، أو تسير تحت الأمطار أو في طريق موحل، لا حاجة به إلى برهان آخر يثبت له المضايقة وعدم الراحة.KS 180.4

وهناك شر خطير آخر وهو لبس الأذيال حيث أن يستند نقلها على الأرداف . فهذا الحمل الثقيل الذي يضغط على أعضاء الجسم الباطنية يسحبها إلى الأسفل ويضعف المعدة ويخلق إحساساً بالإعياء. وهذا يجعل من تلبسه تميل للانحناء فيقع الضغط على الرئتين ، الأمر الذي يزيد من صع ١٨٢ وبة التنفس الصحيح.KS 180.5

في السنوات الأخيرة نوقشت المخاطر الناجمة عن الضغط والشد على الخصر بإقامة وإسهال بحيث قل أن يجهل أحد هذا الأمر، ومع ذلك فإن سلطان الموضة عظيم و متحكم في الناس حيث مايزال الشر باقيا. في هذا التصرف توقع النساء والفتيات بأنفسهن أضراراً لا تحصى. من الأمور الجوهرية للصحة أن يعطي للصدر المجال الكافي ليتمدد إلى أبعد حدوده حتى تتمكن الرئتين من التنفس بكل حرية. ولكن متى وقع ضغط على الرئتين فإن كمية الأكسجين التي تستوعب انها تقل. والدم لا يحصل على حيوية كافية، والمادة المتبقية السامة التي ينبغي التخلص منها بواسطة الرئتين تستبقي. زد على ذلك فإن الدورة الدموية تتعطل والاعضاء الباطنية يقع عليها ضغط وتتراكم على بعضها وتكون في غير وضعها بحيث لا يمكنها أن تقوم بعملها على الوجه الصحيح.KS 180.6

إن شد الحقوين بالمناطق لا يصلح هيئة الجسم. فمن بين العناصر الرئيسية لجمال الجسم التناسق والتناسب المتوافق المنسجم بين الأعضاء. النموذج الصحيح للنمو الجسماني لا يوجد في الصور الحديثة التي يعرضها مصممو الأزياء الفرنسيين، بل في الجسم البشري الذي ينمو بحسب نواميس الله في الطبيعة. إن الله هو مبدع كل جمال ، ونسبة ما تتمثل بما له و نقيس أنفسنا على مقياسه - بنسبة ذلك نصير أقرب إلى نموذج الجمال الحقيقي .KS 181.1

ومن بين المساوي الناشئة عن المعرفة هو التوزيع غير العادل للملابس ؛ ففي حين أن بعض أجزاء الجسم لديها أكثر مما يلزمها في الأجزاء الأخرى لا تجد من الكساء ما يكفيها. فالأقدم والأطراف لكونها بعيدة عن الأعضاء الحيوية ينبغي وقايتها خصيصا من البرد بالكساء الكافي . فمن المستحيل على الإنسان أن يتمتع بالصحة طالما تكون الأطراف باردة عادة ، فإنه إذا كان الدم الذي يجري فيها قليلاً جداً فالدم الذي يجري في أعضاء أخرى من الجسم يكون أكثر مما يلزم. فالصحبة الكاملة تتطلب دورة دموية كاملة، ولكن هذا لا يمكن تحقيقه في حين أن ثلاثة أو أربعة أضعاف الملابس تكسو الجسم حيث توجد الأعضاء الحيوية بينما الأرجل والأطراف لا تحصل على مثل تلك العناية.KS 181.2

إن سيدات كثيرات عصبيات وتظنين الهموم أنهن يحرمن أنفسهن من الهواء النقي الذي ينقي الدم ، ومن حرية الحركة التي كان يمكن أن تجعل الدم يجري في الأوردة بكل حرية مانحاً الحياة والصحة والنشاط. وسيدات كثيرات صارت أمراض مزمنة وأرقامهم متوطنة في حين كان في مقدورهم أن يتمتعن بالصحة. وكثيرات غيرهن متن متأثرا بمرض السل وغيره من العلل في حين كان يمكنهم أن يعشن فترة العمر المعطاة لهن لا يبعن في ليسهم مبادئ الصحة وقمن بتمرينات رياضية في الهواء الطلق.KS 181.3

ولكي يحصل الإنسان على أفضل كمساء صحي ينبغي دراسة حاجة كل جزء من اجزاء الجسم بكل حرص وعناية. حالة الطقس والبيئة والحالة الصحية والسن والعمل ينبغي التأمل فيها وإعطائها حقها من الاعتبار. وينبغي أن تكون كل قطعة من الملابس مناسبة بحيث تلبس بسهولة فلا تعيق الدورة الدموية والتنفس الحر الطبيعي الكامل. وكل ما يلبس يجب أن يكون فضفاضاً بحيث متى رفع الإنسان يديه فالملابس ترتفع تبعا لذلك.KS 182.1

إن النساء العليلات يمكنهن أن يفعلن لأنفسهن الشيء الكثير باللبس المعقول والتمرينات. فعندما يلبسن الملابس المناسبة للتنزه في الخارج فلا يمارسن التمرينات في الهواء الطلق يحرص وحذر في بادئ الأمر، وبعد ذلك يكثرن من التمرين بحسب طاقتهم . وكثيرات منهن إذ يفعلون هذا تعود إليهم الصحة ويعشن يأخذن نصيبهن من عملی العالم .KS 182.2