المشروبات المسكرة

«الخمر مستهزئة. المسكر عجاج ومن يترنح بهما فليس بحكيم». «لمن الويل لمن الشقاوة لمن المخاصمات لمن الكرب لمن الجروح بلا سبب لمن ازمهرار العينين . الذين يدمنون الخمر الذين يدخلون في طلب الشراب الممزوج. لا ننظر إلى الخمر إذا احمرت حين تظهر حبابها في الكأس وساغات مرقرقة. في الآخر تلسع كالحية وتلدغ کالافعوان» (أمثال ، ۱:۲0 و ۲۳: 29 - 32).KS 203.6

إنه لم يسبق ليد بشرية أن رسمت صورة أوضح من هذه عن الانحطاط والعبودية الذين يعانيهما الإنسان الذي أوقع نفسه فريسة المسكر. فإذ يكون مستعبدا ومنحط فحتى عندما يستيقظ للإحساس بشقائه لا تكون عنده القوة التي تساعده على التخلص من الشرك. إنه يعود يطلبها بعد (أمثال ٢٢ : 35).KS 204.1

ولا حاجة بنا إلى إيراد الحجة لتبرهن على شر أثار المسكرات في السكير. إن البشرية المصابة بالعمى والتي سلُبت عقولهم فصارت حطاما — النفوس التي قد مات المسيح لأجلها والتي يبكي الملائكة على شقائها - موجودة في كل مكان. إنهم لطخة في جبين مدينتنا التي تفخر وتعتز بها. هم عار ولعنة وخطر على كل بلد أو قطر يوجدون فيه.KS 204.2

ومن ذا الذي يستطيع أن يصور التعاسة والحزن واليأس المحتجبة في بيت المسكر ؟ فكروا في الزوجة التي غالبا ما تكون متربية تربية رقيقة، وذات احساس رقيق ومتعلمة ومثقفة وقد ارتبطت برجل أحالته الخمر إلى إنسان سكير او شيطان .ثم فكروا في الأولاد وقد حُرموا من تمتعات البيت ومن التعليم والتربية، و يعيشون فى رعب دائم من ذاك الذي يجب أن يكون لهم فخرا وحصنا وهم يُحشرون في العالم مجللين بالعار، وفي غالب الأحيان يرثون التحرق والتعطش إلى الخمر الذي يحس به والدهم السكير.KS 204.3

ثم فكروا أيضا في الكوارث المخيفة التي تقع كل يوم بسبب تأثير الخمر. ها هو سائق قطار سكة حديد يهمل الالتفات إلى الإشارة التي أمامه، أو يُحرّف أمرا صادرا إليه. فإذ يسير القطار وهو ينهب الأرض متقدما في طريقه يحدث تصادم وتهلك أرواح كثيرة. أو قد تصطدم إحدى البواخر بصخرة فيدفن البحارة والركاب في أعماق اليم. وعندما يجري تحقيق في ذلك الحادث يكتشف أن واحدا ممن يشغلون مركزا هاما كان واقعا تحت تأثير المسكر. إلي أي مدي يمكن أن يدمن إنسان شرب الخمر ولا يكون هنالك خطر من أن يستأمن على أرواح الناس ؟ إنه لا يمكن أن يؤتمن إلا إذا أقلع عن تعاطي الخمر نهائيا.KS 204.4