Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents
خدمة الشفاء - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    تعالوا واستريحوا

    بعد رجوع التلاميذ من رحلتهم الكرازية الأولى حالا أمرهم يسوع قائلاً: تعالوا منفردين واستريحوا قليلا. لقد رجع التلاميذ ممثلي القلوب فرحاً بسبب نجاحهم في الكرازة بالإنجيل ، وإذ ذلك وصلهم خبر موت يوحنا المعمدان بيد هيرودس . فكان حزن وخيبة مريران. نقد عرف یسوع آنه بترکه یوحنا ليموت في السجن قد امتحن إيمان تلاميذه امتحانا قاسياً. فبرقة وعطف نظر إلى وجوههم الحزينة وعيونهم الدامعة. وقد اغرورقت عيناي بالدموع واختنق صوته بالبكاء عندما قال لهم : «تعالوا أنتم منفردين إلى موضع خلاء واستريحوا قليلاً» (مرقس 6: 31).KS 27.1

    وبالقرب من بيت صيدا في شمالي بحر الجليل كان إقليم منعزل و مزدان بخضر الربيع اليانعة، ذلك الإقليم قدم يسوع وتلاميذه معتكفا سارا. فانطلقوا إلى هناك وعبروا البحيرة في قاربهم. في هذا المكان أمكنهم أن يستريحوا بعيدا عن شغب الجموع وضجيجهم ، وفيه اماكن التلاميذ أن يستمعوا لأقوال المسيح بعيدا عن إهانات الفريسيين واتهاماتهم، وفيه كانوا يرجون أن يتمتعوا بفترة قصيرة للشركة في صحبة سيدهم .KS 27.2

    إن الفترة التي قضاها يسوع مع تلاميذه المحبوبين. كانت قصيرة، ومع ذلك فكم كانت تلك الدقائق القليلة ثمينة وعزيزة بالنسبة لهم . لقد جعلوا يتحدثون معا عن عمل الإنجيل وعن إمكانية جعل خدمتهم أكثر فعالية في الوصول إلى الشعب. وإذ فتح يسوع لهم كنوز الحق انتعشوا بقوة إلهية والهموم بالرجاء والشجاعة.KS 27.3

    ولكن سرعان ما طلبته الجموع. فإذا ظن الناس أنه قد ذهب إلى مكان راحته المعتاد تبعوه إلى هناك ، وهكذا خاب امله في ان يحصل على ساعة راحة واحدة . ولكن راعي الخراف الصالح كان يوجد في أعماق قلبه التقي الرحيم المحبة والعطف على هذه النفوس القلقة المتعبة الظالمئة ، فظل طوال اليوم يخدم حاجاتهم ، وفي المساء صرفهم ليذهبوا إلى بيوتهم و يستريحوا .KS 27.4

    إن المخلص في حياته المكرسة بجملتها لخير الآخرين وجد أنه من اللازم له أن يترك العمل المتواصل والاتصال حاجات الناس لينشد الاعتكافة والشراكة المستمرة مع أبيه. فإذ ينصرف الجمع الذي يتبعه يذهب هو إلى الجبال، وهناك إذ ينفرد مع الله يسكب نفسه في الصلاة لأجل المتألمين والخطاة والمعوزين.KS 27.5

    إن يسوع إذ قال لتلاميذه إن الحصاد كثير والفعلة قليلون لم يلزمهم بالعمل المتواصل بل أمرهم قائلا: «أطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة إلى حصاده» (متى 3٨ : ٩ ). وكما قال لتلاميذه الأولين كذلك هو يقول لتلاميذه المراهقين من العمل اليوم كلام الرفق والحنان : «تعالوا انتم منفردين . . . واستريحوا قليلا» .KS 27.6

    إن كل من هم تحت تدريب الله يحتاجون إلى ساعة الهدوء ليكونوا في شركة مع قلوبهم ومع الطبيعة ومع الله. وستُعلن فيهم حياة غير مشاكلة العالم ولا متوافقة معه، ولا مع عاداته ولا أعماله، وهم بحاجة إلى أن يكون لهم اختبار شخصي في الحصول على معرفة مشيئة الله. فعلى كل فرد منا أن يسمع الله مخاطباً قلبه. فعندما يسكن كل صوت آخر وفي هدوء وسكوت ننتظر امام الرب فإن سكون النفس يجعل صوت الله أكثر وضوحا. إنه يأمرنا قائلا: «كفوا واعلموا أني أنا الله» (مزمور ٤٦ :10). هذا هو الاستعداد الفعال لكل عمل نقدمه الله. ففي وسط الجموع الراكضة ومسرعة في سيرها وإجهاد أعمال الحياة القوية الزائدة نجد أن ذاك الذي ينتعش هكذا يحاط بجو من النور والسلام ، وما سيحصل على هبة جديدة من القوة الجسمانية والعقلية. وسنبعث من حياته عبير وسيعلن قوة إلهية تصل إلى قلوب الناس .KS 28.1

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents