٢ - خطر المعرفة النظرية

من أعظم المساوى التي تلازم طلب المعرفة والبحوث العلمية، الميل إلى تمجيد التفكير البشري فوق قيمته الحقيقية ومحيطه اللائق. كثيرون يحاولون أن يحكموا على الخالق وأعماله معرفتهم الناقصة للعلم. ويحاولون أن يحكموا ويقرروا طبيعة الله وصفاته وحقوقه الخاصة و يمعنون في الميادين النظرية عن الإله غير المحدود. والذين ينكبون على هذا الفرع من الدراسة إنما يدوسون على أرض حرام. إن يحثهم لن يسفر عن نتائج ذات قيمة ولا يمكن المضي فيه بغير خطر على النفس .KS 265.1

إن أبوينا الأولين القيد إلى الخطية عن طريق الرغبة في المعرفة التي قد حجبها الله عنهما. وفي محاولتهم اقتناء هذه المعرفة أضاعا كل ما كان يستحق أن يمتلك . فلو لم يلمس أدم وحواء الشجرة المنهي عنها لكان الله قد منحهم المعرفة التي لم تقع عليها لعنة الخطية — المعرفة التي كان يمكن أن تأتيهم بالفرح الأبدي. وكل ما قد كسباه من الإصغاء إلى المجرب كان هو التعرف على الخطية ونتائجها. عصيانهما ابتعدت البشرية عن الله وانفصلت الأرض عن السماء.KS 265.2

الدرس موجه إلينا. والميدان الذي قاد الشيطان أبوينا الأولين إليه هو نفس الميدان الذي يغري الناس على دخوله اليوم ، إنه يغرق العالم بالخرافات الجذابة. فبكل حيلة في يده يجرب الناس أن ينصرفوا إلى الخيال والتخمين عن الله وهكذا هو يحاول أن يحول بينهم وبين الحصول على تلك المعرفة عن الله التي هي الخلاص.KS 265.3