Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents
خدمة الشفاء - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    احتمال الظلم

    علينا ألا نسمح لأرواحنا بأن تهتاج أمام أي ظلم حقيقي أو مزعوم يقع علينا. النفس هي أكبر عدو يجب أن نخافه. لا يوجد أي شكل من أشكال الرذيلة أشد في تأثيره الوبيل على الخلق أكثر من غضب الإنسان الذي ليس تحت سيطرة الروح القدس. ولا توجد نصرة يمكن أن نحرزها أثمن من نصرتنا على الذات.KS 307.2

    يجب ألا نسمح لمشاعرنا أن تجرح بسهولة. فعلينا أن نعيش لا لنسهر على مشاعرنا أو سمعتنا بل لنخلص النفوس. فإذ نصير مهتمين بخلاص النفوس فإننا نكف عن أن نلقي بالا إلى الاختلافات الصغيرة التي كثيرا ما تظهر في علاقاتنا مع بعضنا البعض . ومهما يكن ما يظنه الناس فينا أو يفعلونه لأجلنا فيجب ألا يزعج اتحادنا المسيح وشركة الروح، «لأنه أي مجد هو إن كنتم تُلطمون مخطئين فتصبرون بل إن كنتم تتألمون عاملين الخير فتصبرون فهذا فضل عند الله» (1 بطرس ٢: ٢٠).KS 307.3

    لا تثأر لنفسك. بل على قدر طاقتك أزل كل أسباب سوء التفاهم. إبتعد عن كل شبه شر، وأعمل كل ما في مقدورك تسالم جميع الناس يدون أن تضحي بمبادئك . «إن قدمت قربانك إلى المذبح وأذهب اولاً اصطلح مع أخيك شيئا عليك فاترك هناك قربانك قدام المذبح واذهب اولا اصطلح مع اخيك وحينئذ تعال وقدم قربانگ» (منها 5: ۲۳ و 24).KS 307.4

    فإذا خاطبك أحد بكلام غضب وإثارة فلا تكن إجابتك بنفس تلك الروح. واذكر أن «الجواب اللين يصرف الغضب» (المثال ه 1: 1). وهناك قوة مدهشة في الصمت . فالكلام الذي يقال جوابا على كلام رجل غضوب ، أحيانا ما يزيد من غضبه واهتياجه. ولكن إذا قابلت الغلا اكتساب بالصمت بروح الرقة والاحتمال فسرعان ما ينصرف.KS 308.1

    فأمام الكلام اللاذع الذي كله تشنيع اجعل عقلك مثبتا في كلمة الله، وادّخر في عقلك وقلبك مواعيد الله. فإذا اسيئت معاملتك أو اتهمت ظلما فبدلا من أن تجيب جوابا غاضبا ردد لنفسك المواعيد الثمينة.»KS 308.2

    لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير» (رومية ١٢ : ٢١).KS 308.3

    «سلم للرب طريقك واتكل عليه وهو يجري . ويخرج مثل النور برك وحقك مثل الظهيرة » (مزمور 5:۳۷ و 6).KS 308.4

    «ليس مكتوم لن يستعلن ولا خفي لن يُعرف» (لوقا 12: ٢).KS 308.5

    «ركبت أناسا على رؤوسنا. دخلنا في النار والماء ثم أخرجتنا إلى الخصب» (مزمور 66 : 12).KS 308.6

    إننا معرضون لأن ننتظر العطف والانهاض من بني جنسنا بدلا من انتظار ذلك من يسوع. إن الله في رحمته وأمانته كثيرا ما يسمح لمن نضع ثقتنا بهم بأن يخذلونا لكي نتعلم جهالة الأتكال على الإنسان وجعل البشر ذراعنا. فلنثق بالله ثقة كاملة متواضعة في غير أثرة. إنه يعرف الأحزان التي نحس بها في عمق كياننا، ولكن لا نستطيع التعبير عنها. فعندما تبدو الأمور كلها مبهمة ومعقدة أذكر ما قاله المسيح: «لست تعلم أنت الأن ما أنا أصنع ولكنك ستفهم فيما بعد» (يوحنا 13 : 7).KS 308.7

    ادرس بتاريخ يوسف ودانيال . إن الرب لم يمنع مؤامرات الرجال الذين حاولوا إيقاع الأذى بهما، ولكنه جعل كل هذه المكائد تعمل الخير لعبديه الذين في غمرة التجارب والمصارعات ظلا محتفظين بإيمانهما وولائهما.KS 308.8

    طالما نحن في العالم فسنواجه قوات مضادة. ستكون هناك إغاظات لاختبار طباعنا ، فإذ نواجه هذه كلها بروح صالحة مستقيمة تنمو فضائلنا المسيحية. فإذا كان المسيح ساكنا فينا فإننا سنكون صبورين و مشفقين ومحتملين في وسط المضايقات والاثارات . ويوما بعد يوم وعاما بعد عام سنقهر الذات والنمو في البطولة النبيلة. هذا هو العمل المعين لنا، ولكن لا يمكن إتمامه بدون معونة يسوع ، ويدون عزم صادق وتصميم لا يتزعزع وسهر متواصل وصلاة بلا انقطاع. لكل واحد معركته التي عليه أن يخوضها. فحتى الله نفسه لا يمكنه أن يجعل أخلاقها نبيلة أو حياتنا نافعة ما لم نتعاون معه في العمل ، والذين يستعفون من خوض الحرب يخسرون قوة النصرة وفرحتها.KS 308.9

    ولا حاجة بنا إلى أن نحصي تجاربنا وصعوباتها و أحزاننا وأوجاعنا. فكل هذه مكتوبة في الأسفار و ستحرص السماء عليها. فبينما نحن نحصي الأشياء المكدرة، تخوننا الذاكرة فننسى كثيراً من الأشياء المسرة، كرأفة الله الرحيمة المحيطة بنا في كل لحظة والمحبة التي يندهش لها الملائكة إذ بذل الله ابنه ليموت لاجلنا۔ فإذا كنتم كخدام المسيح تحسون بأن نصيبکم من الهموم و التجارب أعظم وأوفر مما أصاب غیرکم فاذكروا أن لكم سلاما لا يعرفه الذين يلقون عن كواهلهم هذه الأثقال. ففي خدمة المسيح توجد الراحة والفرح. فليرّ العالم أن الحياة مع المسيح ليست فشلا.KS 309.1

    إذا كنت لا تحس بالمرح والسرور فلا تتحدث عن مشاعرك . ولا تلق ظلا قائما على حياة الآخرين . إن الديانة الفاترة غير المشرقة لا يجتذب النفوس إلى المسيح أبدا. بل هي تبعدهم عنه وتلقي بهم إلى الأشراك التي قد نصبها الشيطان الضالين. فبدلا من التفكير في مفشلاتك فكّر في القوة التي يمكنك أن تطالب بها باسم المسيح. لتتمسك افكارك بغير المنظور. وليتجه تفكيرك نحو أدلة محبة الله العظيمة لك . الإيمان يستطيع أن يحتمل التجربة ويصمد أمام الفشل. إن يسوع حيّ ليشفع فينا، وكل ما تضمنه وساطته هو لنا.KS 309.2

    ألا تعلم أن المسيح يقدّر من يعيشون بالتمام لأجله تقديرا عظيما؟ ألا تظن أنه يزور أولئك الذين كيوحنا الحبيب في المنفى هم ، لأجل اسمه، في ظروف صعبة وأماكن شاقة ؟ إن الله لم يسمح بأن يُترك أحد من خدامه الأمناء المستقيمي القلوب وحيدا مستوحشا، ليصارع المعاكسات العظيمة و ينهزم أمامها. فهو يحفظ، كلؤلؤة غالية الثمن ، كل من كانت حياته مستترة مع المسيح في الله. وهو يقول عن كل واحد من هؤلاء: «... اجعلك كخاتم لأني قد اخترتك » (حجي ٢: 23).KS 309.3

    تحدث إذا عن المواعيد، وتحدث عن استعداد يسوع لأن يبارك. إنه لا يتركنا لحظة واحدة. وعندما نستريح واثقين في محبته برغم الظروف المعاكسة وتختلي به فإن إحساسنا بحضوره سيلهمنا بفرح هادي عميق . لقد قال المسيح عن نفسه: «لست أفعل شيئا من نفسي بل أتكلم بهذا كما علمني أبي. والذي أرسلني هو معي ولم يتركني الآب وحدي لأني في كل حين أفعل ما يرضيه» (يوحنا ٨: ٢٨ و ٢٩).KS 309.4

    لقد أحاط الأب المسيح بحضوره ولم يصبه شيء إلا ما سمحت محبته السرمدية به لأجل بركة العالم. هنا كان نبع العزاء له وهو عزاء لأجلنا. فالذي هو ممتليء بروح المسيح يثبت في المسيح. وكل ما يأتي عليه يأتيه من المخلص الذي يحيط به بحضوره. ولا يمكن أن يمسه شيء إلا بسماح من الرب، فكل آلامنا وأوجاعنا، كل تجاربنا وضيقاتنا، كل أحزاننا وهمومنا، وكل أضطهاداتنا واعوازنا، وبالجملة فكل الأشياء تعمل معا لخيرنا. كل الاختبارات والظروف هي خدام الله التي بواسطتها يأتينا الخير.KS 309.5

    إذا كان عندنا إحساس بطول أناة الله علينا فلن ندين الآخرين أو نتهمهم. عندما كان المسيح عائشا على الأرض فكم كان يندهش أصدقاؤه لو أنهم بعدما عرفوه جيدا سمعوه ينطق بكلمة اتهام أو تشنيع أو تبرم . فلا ننس أبدا أن من يحبونه يجب أن يتمثلوا به في صفاته.KS 310.1

    «وادين بعضكم بعضا بالمحبة الاخوية، مقدمين بعضكم بعضا في الكرامة» (رومیه ۱۰:۱۲) «غیر مجازين عن شر بشر أو عن شتیمهٔ بشتیمة بل بالعکس مباركين عالمين أنكم لهذا دعيتم لكي ترثوا بركة» (1 بطرس 3: 9).KS 310.2

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents