Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents
خدمة الشفاء - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    ٥ - شفاء النفس

    إن كثيرين ممن أتوا إلى المبيح في طلب الشفاء كانوا قد جلبوا المرض على انفسهم ، ومع هذا فإنه لم يرفض ان يشفيهم . وعندما خرجت القوة منه ودخلت في تلك النفوس تبكوا على الخطية، وكثيرون شفوا من أمراضهم الروحية كما من أدائهم الجسدية.KS 37.1

    وكان من جملة هؤلاء مفلوج كفرناحوم. فكالأبرص كان هذا المفلوج قد فقد كل أمل في الشفاء . كان مرضه نتيجة حياة الخطية، وقد زاد الندم مرارة الامه. وعبثا لجأ إلى الفريسيين والمعلمين في طلب الفرج، فقد حكموا بأن لا شفاء يُرجى له ونبذه کخاطی ، و اعلنوا انه سيموت تحت غضب الله.KS 37.2

    غاصت روحي ذلك المفلوج في أعماق هاوية اليأس. ثم سمع عن أعمال يسوع. إن أناسا آخرين كانوا خطاة وعاجزين مثله قد شفوا تشدد وتشجع لا يؤمن بأنه هو أيضاً قد يشفى لو أمكن حمله إلى المخلص. ولكن أمله سقط وضاع عندما تذكر على دائه، ومع ذلك فهو لم يطرح عنه إمكانية الشفاء .KS 37.3

    كان مطلبه الأعظم الراحة من حمل الخطية. وكان يتوق لرؤية يسوع والحصول على يقين الغفران والسلام بينه وبين السماء. وحينئذ سيكون قانعاً بأن يحيا أو يموت حسب مشيئة الله.KS 37.4

    لم يكن هنالك وقت ليضيعه. إن حلمه التالف البالي قد بانت فيه علائم الموت ، فتوسل إلى أصدقائه أن يحملوه على سريره إلى يسوع وهذا ما شرعوا في عمله بكل سرور. ولكن الجموع الذين اجتمعوا في البيت الذي كان فيه المخلص وحوله كانوا كثيرين جدا و الزحام على أشده بحيث بدا أنه يستحيل على ذلك المريض وأصدقائه أن يصلوا إليه أو حتى يقتربوا منه ليسمعوا صوته. كان يسوع يعلم في بيت بطرس . و طبقا لعادتهم کان تلاميذه جالسين حوله «وکان فریسیون ومعلمون للناموس جالبين اتي وهم قد أتوا من كل قرية من الجليل واليهودية أورشليم» (لوقا 5:17 ). لقد أتى كثيرون من هؤلاء كجواسيس إذ كانوا يطلبون أن يجدوا علة على يسوع . وخلف هؤلاء اجتمع الشعب المختلط المشتاق الوقور، ومحبو الاستطلاع والعديم الإيمان . وقد مثل في ذلك البيت كثير من القوميات المختلفة وكل طبقات المجتمع ، «وكانت قوة الرب لشفائهم » (لوقا : 5: 17). إن روح الحياة كان يحتضن ذلك الجمع، ولكن الفريسيين والمعلمين لم يميزوا حضوره. لم يكونوا يحسون بأية حاجة، ولم يكن الشفاء لأجلهم. فقد «أشبع الجياع خيرات وصرف الأغنياء فارغين » (لوقا 1 :53).KS 37.5

    حاول حاملو ذلك المفلوج مراراً وتكراراً أن يشقوا لأنفسهم طريقاً في وسط ذلك الجمع، ولكن كل محاولاتهم كانت عبئاً. وقد نظر الرجل المريض فيما حوله في أسي لا يُعبّر عنه. وكيف يتخلى عن الأمل في حين أن العون الذي يتوق إليه كان هكذا قريبا؟ وبناء على اقتراحه صعد به أصدقاؤه إلى السطح ، بعدما كشفوا السقف دلوه عند قدمي يسوع .KS 38.1

    لقد قطع كلام السيد، ونظر المخلص إلى ذلك الوجه الحزين المفجع، ورأى تينك العينين المتوسلين مثبتة فيه، وعرف جيدا أشواق تلك النفس المستقلة. إن المسيح هو الذي أدخل التبكيت إلى ضميره وهو لم يزل بعد في بيته. وعندما تاب عن خطاياه وآمن بقدرة يسوع على أن بشقيه بارکت رحمة المخلص قلبه. لقد لاحظ يسوع أول بصيص من الإيمان ينمو ويصير اقتناعا بأنه هو معين الخاطئ الوحيد ، وراء هذا الاقتناع ينمو ويشتد مع كل مجهود تبذله للمجيء إلى حضرته. إن المسيح هو الذي اجتذب ذلك المتكلم إلى نفسه. والأن بكلام وقع على أذنيه موقع الموسيقي قال له المخلص: «ثق يا بني مغفورة لك خطاياك» (متى 9 : ٢).KS 38.2

    هاهو حمل الإثم يتدحرج بعيداً عن نفس الرجل المريض. إنه لا يستطيع أن يشك. إن كلام المسيح يعلن عن قدرته على معرفة أفكار القلب ، فمن يستطيع أن ينكر قدرته على غفران الخطايا؟ فها الرجاء يحتل مكان اليأس، والفرح يحل في مكان الحزن الضاغط الأليم. لقد اختفى الألم الذي أصاب جسم الرجل وتغير كل كيانه. وإذ لم يقدم طلباً آخر كان مضجعاً في مسلام وسكون وسعادة لم يستطيع أن يعبر عنها بالکلام .KS 38.3

    وقد كان كثيرون يراقبون باهتمام لاهث كل حركة في ذلك العمل العجيب الذي يحدث أمامهم، كما شعر كثيرون أن كلام المسيح كانت دعوة لهم. ألم تكن نفوسهم سقيمة بالخطية؟ ألم يكونوا مشتاقين إلى التحرر من هذا العبء؟KS 38.4

    ولكن الفريسيين لخوفهم من أن يفقدوا سيطرتهم على ذلك الجمع تفكروا في قلوبهم قائلين : «يتكلم هذا . . . بتجاديف . من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده» (مرقس ۷:۲).KS 38.5

    فإذ حدق يسوع بصره إليهم، الأمر الذي جعلهم یچینون وینکمشون يتراجعون ، قال: «لماذا تفكرون بالشر في قلوبكم . أيهما امير أن يقال: مغفورة لك خطاياك : أم أن يقال: قم وامش. ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا» وإذ التفت إلى المظلوم قال: «قم احمل فراشك واذهب إلى بیتاگ» (متى9: 4-6).KS 38.6

    حينئذ فالرجل الذي حمل إلى يسوع على نقالة، قام واقفاً على قدميه بمرونة الشباب وقوته. وفي الحال: «قام للوقت وحمل السرير وخرج قدام الكل حتى بهت الجميع ومجدوا الله قائلين: ما رأينا مثل هذا قط » (مرقس ٢: ٢ 1).KS 39.1

    كان الحال يستدعي استخدام القوة الخالقة لإعادة الصحة إلى ذلك الجسم البال المتعفن ، ولا شيء أقل من ذلك . وتفسر الصوت الذي تكلم فمنح الحياة للإنسان المجبول من تراب الأرض تكلم مانحاً الحياة للمفلوج المحتضر. ونفس القوة التي منحت للجسم الحياة جددت القلب . وذاك الذي عند الخالق «قال فكان . . . أمر فصار» (مزمور 33 :9) تكلم بكلام الحياة للنفس المائتة بالذنوب والخطايا. إن شفاء الجسد كان برهانا على القدرة التي جددت القلب. لقد أمر المسيح المفلوج أن يقوم ويمشي قائلا: «لكي تعلموا ان لابن الانسان سلطانا على الارض ان يغفر الخطايا» .KS 39.2

    لقد وجد المظلوم في المسيح الشفاء لكل من النفس والجسد. كان بحاجة إلى شفاء النفس قبل ما أمكنه تقدير قيمة صحة الجسد. وقبل ما أمكن شفاء مرض الجسد كان ينبغي أن يمنح المسيح للعقل راحة ويطهر النفس من الخطيئة. فينبغي ألا نغفل هذا الدرس. يوجد آلاف من الناس اليوم يتألمون من المرض الجسدي ، وهم المفلوج يتوقون لسماع هذه الرسالة: «مغفورة لك خطاياك» . إن حمل الخطية بما يتبعه من عدم الراحة والرغائب غير القناعة هو أساس أمراضهم. إنهم لا يستطيعون أن يجدوا راحة أو إسعافه حتى يأتوا إلى شافي النفوس . والسلام الذي لا يمكن أن يمنحه أحد سواه يعيد للعقل نشاطه وقوته، وللجسم صحته.KS 39.3

    كان تأثير معجزة شفاء المفلوج على الشعب عظيماً حتى كأن السماء قد انفتحت وكشفت عن أمجاد العالم الأفضل. وإذ مر الرجل الذى شقي في وسط ذلك الجمع مسبحاً الله عند كل خطوة وحاملاً مريره الذي كان، بنظره، في مثل وزن الريشة، تراجع الناس إلى الوراء ليفسحوا له الطريق ، وبوجوه ارتسمت عليها الدهشة والذهول نظروا إليه وهم يتهامسون بسكون قائلين: «إننا قد رأينا اليوم عجائب» (لوقا 5 :26) .KS 39.4

    وفي بيت المفلوج كان ابتهاج عظيم عندما عاد إلى عائلته حاملاً فراشه بكل سهولة، ذلك الفراش الذي منذ قليل حمل هو عليه من بينهم بتمهل . وقد تجمعوا حوله وعيونهم تملئها دموع الفرح وهم لا يكادون يجرؤون على تصديق عيونهم. ووقف هو أمامهم في ملء قوة رجولته. وتانك الذراعان اللتان كانتا تريان بلا حياة أصبحتا الآن سريعتين في إطاعة إرادته. ولحمه . الذي كان منكمشا قاتم اللون صار الأن نضراً متورداً. وكان يمشي بخطوات ثابتة ومطلقة. وعلى كل قسمات وجهه ارتسمت آيات الفرح والرجاء، وحلت سيماء الطهارة والسلام في مكان آثار الخطيئة والألم. وقد صعدت من جوانب ذلك البيت أصوات الحمد والفرح، وتمجد الله في ابنه الذي قد أعاد الرجاء إلى اليأس والقوة إلى المضروب بالمرض. وقد كان هذا الرجل وعائلته مستعدين أن يبذلوا حياتهم لأجل المسيح. ولم يعكر صفاء إيمانهم أي شك ، كلا ولا أفسد عدم الإيمان ولاء هم لذلك الذي أدخل النور إلى بيتهم الظلم .KS 39.5

    «بارکي يا نفسي الرب و کل ما في باطني الیباراک اسمه القدوس . پارکي يا نفسي الرب ولا تنسي كل حسناته. الذي يغفر جميع ذنوبك الذي يشفي كل أمراضك الذي يفدي من الحفرة حياتك... فيتجدد مثل النسر شبابك. الرب مجري العدل والقضاء لجميع المظلومين . . . لم يصنع معنا حسب خطايانا ولم يجازنا حسب آثامنا. . . كما يترأف الأب على البنين يترأف الرب على خائفيه. لأنه يعرف جبلتنا يذكر أننا تراب نحن» (مزمور103 :1-14).KS 40.1

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents