٤ - إعانة المتعطلين والمشردين

يوجد رجال ونساء ذوو قلوب متسعة يهتمون اهتماماً جدياً بحالة الفقراء والوسائل التي يمكن الحصول عليها لتوفير الإسعاف والراحة لهم . إن السؤال الذي يحاول كثيرون بكل غيرة واجتهاد أن يجدوا له جواباً هو هذا: كيف يمكن مساعدة المتعطلين والمشردين في الحصول على البركات المشتركة التي تقدمها عناية الله ويحيوا الحياة التي قصد الله أن يعيشها الإنسان ؟ ولكن لا يوجد كثيرون حتى بين رجال التعليم والسياسة ممن يدركون الأسباب الكامنة تحت حالة المجتمع الراهنة. إن من بید هم زمام الحکم عاجزون عن أن يجدوا حلاً لمشكلة الفقر والتسول وكثرة انتشار الجرائم. إنهم عبثاً يحاولون إرساء أعمال التجارة على أساس أعظم رسوخاً.KS 109.1

فلو اهتم الناس بالالتفات إلى ما تعلم به كلمة الله لوجدوا حلاً لهذه المشاكل التي تربكهم. ويمكننا أن نتعلم من العهد القديم الشيء الكثير عن مشكلة العمل وإسعاف الفقراء.KS 109.2

في تدبير الله نحو العبرانيين قديماً كان لكل أسرة بيت في الأرض رقعة من الأرض كافية حرثها واستثمارها. وهكذا توفرت الوسيلة والحافز للحياة النافعة الحدود التي فيها يعول الإنسان نفسه. ولم يدخل أي تدبير بشري تحسيناً على هذه الخطة. هذا وإن الفقر والتعاسة الكائنين في العالم اليوم مرجعها إلى ابتعاد الناس عن هذا التدبير.KS 109.3

وعندما سكن العبرانيون في كنعان قسمت الأرض بين الشعب كله، ولم يُستثن من هذا التوزيع بالتساوي غير اللاويين وحدهم، إذ كانوا خدام المقدس ، وقد أحصيت الأسباط يعدد العشائر وأعطي الميراث بالقسمة لكل عشيرة بحسب عدد أفرادها.KS 109.4

ومع أن الإنسان كان يبيع ملكه إلى حين فإنه لم يكن ليبيع ميراث أولاده بشكل نهائي، فعندما يصر قادراً على أن يقيك أرضه كانت له الحرية لأن يفعل هذا في أي وقت — والديون كانت تسقط في كل عينة ساعة. وفي السنة الخمسين أي سنة اليوبيل كانت كل الأراضي تعود إلى مالكها الأصلي.KS 109.5

وقد أمر الله قائلاً: «والأرض لا تباع البتة لأن لي الأرض وأنتم غرباء ونزلاء عندي. بل في كل ارض ملككم تجعلون تكاكاً للأرض. إذ افتقر أخوك فباع من ملكه يأتي وليه الأقرب إليه ويفك بيع أخيه. . . ومن . . . نالت يده ووجد مقدار فكاكه. . . يرجع إلى ملكه. وإن لم تنل يده كفاية ليرد له يكون مييعه في يد شاريه الي سنة الیوبیل» (لاويين که 25: ۲۸و۲۳).KS 109.6

«تقدسون الستة الخمسين يقادون بالعتق في الأرض لجميع سكانها. تكون لكم یوبیلا وترجعون کل إلى ملکه وتعودون کل الى عشيرته» (لا و بین ۱۰:۲5).KS 110.1

وهكذا حفظت لكل عشيرة أملاكها وعمل تدبير للحفظ والوقاية من الفقر المدقع والغنى الفاحش ،KS 110.2