Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents
الاباء والانبياء - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    الفصل الخامس—امتحان قايين وهابيل

    كان هنالك اختلاف بيّن وفرق عظيم بين صفات كل من قايين وهابيل ابني آدم ، فروح هابيل كانت روح الإخلاص والوفاء لله . لقد رأى العدل والرحمة في معاملة الخالق للجنس البشري الساقط ، وبكل شكر قبل رجاء الفداء . أما قايين فقد راعى في نفسه أحاسيس التمرد ، وتذمر على الله لكونه قد لعن الأرض والجنس البشري بسبب خطية آدم ، وسمح لعقله أن يسير في نفس الاتجاه الذي أدى إلى سقوط الشيطان ، أي الرغبة في تعظيم النفس والشك في عدالة الله وسلطانه .AA 52.1

    امتحن هذان الأخوان كما امتحن آدم من قبل ، ليبرهنا هل كانا سيؤمنان بكلمة الله ويطيعانها . كانا عارفين بما قد أعده الله لخلاص الإنسان ، وفهما نظام الذبائح الذي قد رسمه الله ، وعرفا أنه بهذه الذبائح كان يجب أن يعبرا عن إيمانهما بالمخلص الذي كانت تلك الذبائح ترمز إليه ، وأن يعترفا في الوقت نفسه باعتمادهما الكلي عليه لأجل الغفران ، كما عرفا أنهما ، بقبولهما لتدبير الله في فدائهما ، كانا يقدمان البرهان على طاعتهما وخضوعهما لإرادة الله . إنه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة ، فكان عليهما أن يعلنا عن إيمانهما بالمسيح وبدمه كالكفارة الموعود بها ، بتقديمها من أبكار الغنم ذبائح الله . وفضلا عن ذلك كان ينبغي لهما أن يقدما من باكورات أثمار الأرض تقدمه شكر .AA 52.2

    بنى كل من الأخوين مذبحا مشابها لمذبح الآخر ، وقدم كل منهما تقدمة ، فقدم هابيل ذبيحة من القطيع امتثالا لأمر الرب ، « فنظر الرب إلى هابيل وقربانه » (انظر تكوين 4 : 1 - 15) . ونزلت نار من السماء وأكلت الذبيحة . أما قايين الذي استخف بأمر الله المباشر القاطع فقد قدم قربانا من الأثمار ، ولم تظهر علامة من السماء على أن قربانه قد قبل . توسل هابيل إلى قايين أخيه ليتقدم إلى الله بالطريقة التي رسمها الله ، ولكن توسلاته زادت من إصرار قايين على عمل ما يريده هو . وحيث أنه هو الأخ الأكبر فقد شعر بأنه أرفع من أن يقبل نصحا من أخيه الأصغر ، فاحتقر مشورته .AA 52.3

    مثل قايين أمام الله بروح التذمر والإلحاد في قلبه فيما يختص بالذبيحة الموعود بها وضرورة تقديم الذبائح الكفارية . ولم تكن تقدمته لتعبر عن توبته عن الخطية ، وشعر كما يشعر كثيرون اليوم أن اتباع التدبير الذي قد رسمه الله هو اعتراف بالضعف ، إذ أن ذلك يتطلب وضع ثقته الكاملة للخلاص في كفارة المخلص الموعود به . لقد اختار طريق الاعتماد على النفس ، فهو يريد التقدم باستحقاقه الشخصي . لم يرد أن يأتي بخروف ويمزج دمه بتقدمته ، ولكنه سيقدم أثماره التي هي ثمرة تعبه . فقدم قربانه على أنه معروف أسداه إلى الله ، وأراد أن يحصل بواسطته على رضى الله واستحاسنه . لقد أطاع قايين الله في بناء مذبح وفي تقديم قربانه ، إلا أنه قدم طاعة ناقصة مبتورة ، إذ أغفل الجزء الجوهري ، ألا وهو اعترافه بالحاجة إلى فاد .AA 54.1

    كان ذانك الأخوان من حيث المولد والتعاليم الدينية متساويين ، كانا كلاهما خاطئين ، كما اعترفا كلاهما بحق الله في التوقير والعبادة ، ولو حكمنا حسب الظاهر لقلنا أن ديانتهما كانت واحدة إلى حد ما ، ولكن فيما خلا ذلك كان الفرق بينهما شاسعا.AA 54.2

    « بالإيمان قدم هابيل لله ذبيحة أفضل من قايين » (عبرانيين 11 : 4) لقد فهم هابيل مبدأ الفداء العظيم ، رأى نفسه خاطئا ورأى الخطية التي قصاصها الموت حائلا بينه وبين الشركة مع الله ، فأتى بذبيحته ، وبذلك اعترف بحقوق الشريعة التي انتهكت . وعن طريق الدم المسفوك جعل نظره وقلبه على الذبيحة العتيدة — أي المسيح المائت على صليب جلجثة ، وإذ اتكل على الكفارة التي ستقدم شُهد له بأنه بار ، وقبل الله قربانه .AA 54.3

    كانت لدى قايين الفرصة نفسها لتعلم هذه الحقائق وقبولها ، كهابيل تماما . لم يكن ضحية لغرض استبدادي . فلم يُختر أحد الأخوين ليقبل أمام الله ، والآخر يرفض ، ولكن هابيل اختار الإيمان والطاعة ، أما قايين فاختار عدم الإيمان والعصيان . هذا هو السر في الأمر .AA 54.4

    إن قايين وهابيل يمثلان فريقين من الناس سيبقيان في العالم إلى انقضاء الدهر . أحد هذين الفريقين ينتفع بالذبيحة المعينة للخطية ، أما الفريق الآخر فيخاطر معتمدا على استحقاقه ، مثل هذه الذبيحة لا نصيب لأصحابها في استحقاق الشفيع الإلهي ، وذلك فهي لا يمكنها أن تضمن لهم رضى الله عنهم . إن تعدياتنا لا يمكن أن تُغفر إلا باستحقاقات يسوع وحده ، أما الذين يشعرون بحاجتهم إلى دم المسيح ، الذين يظنون أنهم بدون نعمة الله يمكنهم بأعمالهم أن يظفروا برضاه — هؤلاء يرتكبون الغلطة نفسها التي ارتكبها قايين ، فإذا لم يقبلوا الدم المطهّر فهم ولا شك واقعون تحت الدينونة ، إذ ليس من تدبير آخر به يتحررون من عبودية الخطية .AA 54.5

    إن فريق العابدين الذي يتبعون مثال قايين يمثلون الأكثرية العظمى في العالم ، لأن كل الديانات الكاذبة تقريبا مبنية على المبدأ نفسه — أي أن الإنسان يمكنه أن يعتمد على جهوده الذاتية لأجل الخلاص . بعضهم يعتقدون أن الجنس البشري بحاجة لا إلى الخلاص بل إلى التطور ، أي أن الجنس البشري يمكنه أن يهذب نفسه ويرفع من شأن نفسه ويجدد نفسه ، كما ظن قايين أنه يمكنه أن يظفر برضى الله بتقدمة خالية من دم الذبيحة ، هكذا ينتظر هؤلاء أن يسموا بالبشرية إلى المستوى الإلهى دون الاعتماد على الكفارة . إن تاريخ قايين يرينا النتيجة المحتومة . فهو يرينا ما يصير إليه الإنسان بدون المسيح . إن البشرية لا قوة لها على تجديد ذاتها ، وهي لا تتجه إلى الأعلى ، إلى الأمور الإلهية ، بل إلى الأسفل حيث الأمور الشيطانية . إن المسيح هو رجاؤنا الوحيد : «وليس بأحد غيره الخلاص . لأن ليس اسم آخر تحت السماء ، قد أعطي بين الناس ، به ينبغي أن نخلص »(أعمال الرسل 4 : 12) .AA 55.1

    والإيمان الحقيقي الذي يعتمد بكليته على المسيح يظهر في الطاعة لكل مطاليب الله ، فمنذ أيام آدم إلى اليوم والنزاع العظيم يحتدم حول الطاعة لشريعة الله ، وفي كل عصر وجد قوم ادعوا أن لهم الحق في الحصول على رضى الله حتى مع كونهم قد ازدروا بعض وصاياه ولم يحفظوها ، ولكن الكتاب يعلن أنه « بالأعمال أكمل الإيمان » وأن الإيمان بدون أعمال الطاعة « ميت » (يعقوب 2 : 22 ، 17) . ) من قال : «; قد عرفته « وهو لا يحفظ وصاياه ، فهو كاذب وليس الحق فيه » (1 يوحنا 2 : 4) .AA 55.2

    لما رأى قايين أن قربانه قد رُفض ثار على الله وعلى هابيل ، اغتاط من الله الذي لم يقبل بديلا من صنع الإنسان عوضا عن الذبيحة المعينة من الله ، واغتاط من أخيه الذي اختار الطاعة لله بدلا من الاشتراك مع أخيه في التمرد على الرب . وبالرغم من استهانة قايين بأمر الرب فالله لم يتركه لنفسه ، بل تنازل ليحتاج مع ذلك الإنسان الذي برهن على كونه شاذا « فقال الرب لقايين : «لماذا اغتظت ؟ ولماذا سقط وجهك ؟› » وقد أرسل إليه على يد ملاك هذا الإنذار الإلهي : « إن أحسنت أفلا رفع (ألا تقبل؟) وإن لم تُحسن فعند الباب خطية رابضة ». كان حق الاختيار متروكا لقايين نفسه ، فإن هو اتكل على استحقاقات المخلص الموعود به وتمم مطاليب الله فسيتمتع برضاه ، أما إذا أصر على العصيان وعدم الإيمان فلا حق له في التذمر أو الشكوى من أن الله قد رذله .AA 55.3

    ولكن بدلا من أن يعترف قايين بخطيته استمر يشكو من ظلم الله ، وأوغر الشيطان صدره بالحسد والكراهية لأخيه هابيل ، فوبخ أخاه بغضب وحاول أن يشتبك معه في جدال حول معاملات الله لهما ، فبدون خوف ، بل بكل ثبات ووداعة دافع هابيل عن عدالة الله وصلاحه ، وأبان لقايين غلطته ، وحاول إقناعه بأن الخطأ فيه هو ، ووجه التفاته إلى شفقة الله الظاهرة في الإبقاء على حياة أبويهما مع أنه كان يمكنه أن يقاصهما بالموت المباغت ، وقال له إن الله قد أحب أبويهما وإلا ما كان قد بذل ابنه البار القدوس ليحتمل قصاص معصيتهما الذي أوجباه على نفسيهما . كل هذا زاد من اشتال نار الغضب في صدر قايين الذي أنبأه عقله وضميره أن هابيل كان على صواب ، ولكنه كان ثائرا ومغتاظا لأن أخاه هابيل الذي كان يجب أن يعمل بمشورته يخالفه في الرأي الآن ، ولا يوافقه على التمرد ، ففي جنون غضبه ذبح أخاه.AA 56.1

    إن قايين أبغض أخاه وقتله لا لظلم وقع من هابيل عليه بل «لأن أعماله كانت شريرة ، وأعمال أخيه بارة » (1 يوحنا 3 : 12) وهكذا في كل العصور نجد أن الأشرار قد أبغضوا الذين هم أفضل منهم . إن حياة الطاعة والإيمان غير المنحرف التي عاشها هابيل كانت في نظر قايين توبيخا دائما له «كل من يعمل السيّات يُبغض النور ، ولا يأتي إلى النور لئلا توبخ أعماله » (يوحنا 3 : 20) كلما اشتد سطوع النور الذي ينعكس من أخلاق عبيد الله الأمناء انكشفت بالأكثر خطايا الأشرار وظهرت في شناعتها ، وازداد عزمهم على إهلاك من يعكرون سلامهم .AA 56.2

    كان مقتل هابيل أول شاهد على العداوة التي كان الله قد أعلن عن نشوبها بين الحية ونسل المرأة - بين الشيطان واتباعه من جهة والمسيح ورعاياه من جهة أخرى ، فبسبب خطية الإنسان صارت للشيطان السيادة على الجنس البشري ، ولكن المسيح يمنحهم القوة على طرح نيرة عن أعناقهم ، فكلما رفضت نفس خدمة الخطية ، بالإيمان بحمل الله ، فالشيطان يستشيط غيظا . ولقد كذبت حياة هابيل المقدسة ادعاء الشيطان استحالة حفظ الإنسان لشريعة الله . ولما رأى قايين الذي كان يحركه روح الشيطان أنه لا يستطيع إخضاع هابيل احتدم غيظه إلى حد جعله يقوم عليه ويقتله . وأينما وجد أناس يقفون في جانب عدالة شريعة الله ويزكونها يتعرضون لنفس تلك الروح الشريرة . إنها الروح التي على مدى أجيال التاريخ قد نصبت آلات الإعدام وأشعلت النيران لإهلاك تلاميذ المسيح ، ولكن كل قساوة وقعت على أي تابع للمسيح كانت بإيعاز من الشيطان وجنوده لعجزهم عن إرغامه على الخضوع لهم . هذا هو الاهتياج الذي يبدو على العدو المنهزم . إن كل شهيد من شهداء يسوع مات منتصرا غالبا . يقول الرائي : « وهم غلبوه (الحية القديمة المدعو إبليس والشيطان) بدم الخروف وبكلمة شهادتهم ، ولم يُحبوا حياتهم حتى الموت » (رؤيا 12 : 11 ، 9) .AA 56.3

    وفي الحال استدعي قايين القاتل أمام الله . ليحاكم على جريمته ، «فقال الرب لقايين : ‹ أين هابيل أخوك ؟› فقال : «لا أعلم أحارس أنا لأخي ؟› ». لقد تمادى قايين في خطيته حتى فقد الإحساس بوجود الله المستمر وبعظمته وعمله بكل شيء ، ولذلك عمد إلى الكذب ليستر جريمته .AA 57.1

    فعاد الله يقول لقايين : « ماذا فعلت ؟ صوت دم أخيك صراخ إليّ من الأرض ». لقد أعطى الله قايين فرصة يعترف بيها بخطيته ، وكان لديه وقت للتأمل والتذكر . لقد عرف هو فعلته ، كما عرف الكذبة التي نطق بها ليستر تلك الفعلة ، وكلنه ظل سادرا في تمرده ، ولهذا فالرب لم يرجئ النطق بالحكم عليه . فذلك الصوت الذي سمع يتوسل إليه وينذره نسمعه الآن ينطق بهذا القول المرعب : « فالآن ملعون أنت من الأرض التي فتحت فاها لتقبل دم أخيك من يدك . متى عملت الأرض لا تعود تعطيك قوتها . تائها وهاربا تكون في الأرض » .AA 57.2

    وبالرغم من كون قايين استحق الموت لأجل جرائمه فقد أبقى الخالق الرحيم على حياته وأعطاه فرصة للتوبة ، ولكن قايين عاش ليقسي قلبه وليشجع التمرد على سلطان الله ، وليكون في طليعة سلالة قوم خطاة متهورين مرذولين . وهذا المرتد الذي أسلم قياده للشيطان أصبح مجربا لآخرين غيره ، فكان مثاله وتأثيره مفسدا لأخلاقهم وأخلاق ذويهم بحيث فسدت الأرض وامتلأت ظلما ، والأمر الذي استوجب إهلاكها .AA 57.3

    إن في الإبقاء على حياة القاتل الأول يقدم الله للكون كله درسا خاصا بالنزاع العظيم . إن تاريخ قايين ونسله ، ذلك التاريخ المظلم ، كان تفسيرا لما كان يمكن أن يحدث لو سمح للخاطئ أن يحيا إلى الأبد حاملا في قلبه عصيانه وتمرده على الله . إن صبر الله واحتماله جعل الأشرار يتمادون في شرهم ويمعنون في جرائمهم وتحديهم لله في آثامهم . وبعد خمسة عشرة قرنا من اليوم الذي نطق الله بحكمه على قايين رأى الكون كله اكتمال تأثيره ( قايين) ومثاله في الجرائم والمفاسد التي طغت على العالم . وقد وضح أن حكم الله الذي نطق به على الجنس الساقط بسبب تعديهم شريعة الله كان حكما عادلا ورحيما . وكلما طال زمان ارتكاب الناس للخطية ازدادو إباحية . إن حكم الرب الذي قطع من أرض الأحياء تيار الإثم المندلع ، وحرر العالم من تأثير الذين قد تقسوا في عصيانهم وتمردهم كان بركة لا لعنة .AA 58.1

    إن الشيطان دائب في العمل ، وله نشاط هائل ويستطيع إخفاء نفسه تحت آلاف الأقنعة ليشوه حكم الله وصفاته ، وبخططه الواسعة النطاق والمنظمة تنظيما دقيقا وبقوته العجيبة ، لا يزال يعمل ليبقي العالم تحت قوة مخاتلاته وأكاذيبه . لكن الله غير المحدود والكلي الحكمة يعرف النهاية من البداية ، وفي معاملته للشر كانت تدابيره بعيدة المدى وشاملة . ولم يكن غرضه الأوحد هو القضاء على العصيان ، بل أن يعلن للكون بأسره طبيعة التمرد والعصيان . لقد كان تدبيره هو كشف وإظهار عدله ورحمته ، وتزكية عدالته وحكمته تزكية كاملة في معاملته للشر .AA 58.2

    وكان سكان العوالم الأخرى القديسون يتتبعون بأعظم اهتمام سير الحوادث الجارية على الأرض . وفي الحالة التي كان العالم عليها قبل الطوفان رأوا مثالا لنتائج حكم لوسيفر الذي حاول أن يفرضه في السماء برفض سلطان المسيح وطرح شريعة الله جانبا . ورأو في أولئك الخطاة المتعظمين المستكبرين الذين عاشوا قبل الطوفان نوع الرعايا الذين ملك عليهم الشيطان . كان تصور أفكار قلوب الناس شريرا في كل يوم (تكوين 6 : 5) فكل عاطفة وكل باعث وكل تصور كان في حالة حرب ونضال مع مبادئ الله ، مبادئ الطهارة والسلام والمحبة ، وكان ذلك مثالا للانحطاط المريع الناجم عن سياسة الشيطان في أن يلاشي من قلوب الناس ضوابط شريعة الله المقدسة .AA 58.3

    وفي الحقائق التي انكشفت في سير الحرب العظمى الروحية سيعلن الله مبادئ حكمه وسياسته التي قد زيفها الشيطان وكل من قد خدعهم ، وفي النهاية سيعترف العالم كله بعدل الله ، ولو بعد فوات الفرصة ، حين لا يمكن إنقاذ المتمردين . إن الله يظفر بعطف واستحسان الكون كله إذ يتقدم تدبيره خطوة بعد خطوة في طريقه إلى الكمال التام ، وهكذا ستكون الحال حين يسـتأصل شأفة العصيان نهائيا . سيرى أن كل من قد تركوا شريعة الله قد انحازوا إلى جانب الشيطان وصاروا محاربين للمسيح . وحين يدان رئيس هذا العالم ، ويشاطره في المصير نفسه كل من انضموا إليه ، فكل سكان الكون الذين سيكونون شهودا على ذلك الحكم سيقولون : ) عدالة وحق هي طرقك يا ملك القديسين!( (رؤيا 15 : 3) .AA 58.4

    * * * * *

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents