Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents
أعما لالرُّسل - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    الفصل الثاني والخمسون

    الثبات الى النهاية

    (يعتمد هذا الفصل على ماورد في رسالة بطرس الثانية )AR 481.1

    ان بطرس في رسالته الثانية التي ارسلها الى اولئك الذين نالو معه «ايمانا ثمينا»،بسط امامهم التدبير الالهيلنمو الخلق المسيحي . فقد كتب يقول: «لتكثر لكم النعمة والسلام بمعرفة الله ويسوع ربنا. كما ان قدرته الاهلة قد وهبت لنا كل ماهو للحياة والتقوى، بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة ، الللذين بهما قد وهب لناالمواعيد العظمى والثمينة ، لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الالهية، هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة».AR 481.2

    «ولهذا عينه — وانتم باذلون كل اجتهاد- قدموا في ايمانكم فضيلة ، وفي الفضيلة معرفة،وفي المعرفة تعففا ، وفي التعفف صبرا ، وفي الصبر تقوى ، وفي التقوى مودة أخوية، وفي المودة الاخوية محبة. لأن هذه اذا كانت فيكم وكثرت ، تصيركم لا متكاسلينولاغير مثمرين لمعرفة ربنا يسوع المسيح» ( 1 : 2 8 ).AR 481.3

    هذه الاقوال مليئة بالتعليم وهي تضرب على نغمة الانتصار . ان الرسول يقدم للمؤمنين سلم الرقي المسيحي وكل درجة فيه تمثل تقدما في معرفة الله . وفي صعوده لا يوجد توقف . فالايمان والفضيلة والمعرفة والتعفف والصبر والتقوى والمودة الاخوية والمحبة هي درجات السلم . اننا نخلص بالتسلقدرجة بعد درجة ، الصعود خطوة بعد خطوة الى علو مثالالمسيح لنا . وهكذا هو يصير لنا حكمة وبرا وقداسة وفداء . لقد دعا الله شعبه للمجد والفضيلة، اللتان تظهرا في حياة كل من هم مرتبطون به ارتباطاحقيقيا. فاذ يصيرون شركاء في الهبة السماوية عليهم ان يتقدموا الىالكمال ، وهم «بقوة الله محروسون ، بايمان» ( 1 بطرس 1 : 5 ). ان الله يتجمد اذ يمنح فضائله لاولاده. انه يتوق لأن يرى الرجال والنساء يبغلون اسمى المستويات ، وعندما يتمسكون بقوة المسيح بالاميان ، وحين يتوسلون اليه ليتمم لهم مواعيده التي لاتخيب ويطالبون لها كحقهم الخاص ، وعندما يطلبون قوة الروح القدس بلجاجة والحاح ن حينئذ يصيرون كاملين فيه. AR 481.4

    وحيث قبلوا ايمان الانجيل ،فإن عمل المؤمن بعد ذلك هو ان يضيف الى خلقه فضيلة وهكذا يطهر القلبويعد الذهن لقبول معرفة الله. وهذه المعرفة هي اساس كل تهذيب حقيقي وكل خدمة حقيقية. وهي الواقي الحقيقي الامين الوحي ضد التجربة،وهكذا وحده يجعل الانسان شبيهعا بالله في الصفات . وعن طريق معرفة الله وابنه يسوع المسيح يعطي للمؤمن ( كل ماهو للحياة والتقوى)( 1 : 3 ). ولاتمنع عطية صالحة عمن يتوق بكل اخلاص للخصول على بر الله .AR 482.1

    لقد قال المسيح : «وهذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسحي الذي ارسلته» ( يوحنا 17 : 3 ). ولقد اعلن ارميا النبي قائلا: «لايفتخرن الحكيم بحكمته، ولايفتخر الجبار بجبرتوته ، ولا يفتخر الغني بغناه ، بل بهذا ليفتخرن المفتخر بأنه يفهم ويعرفني اني انا الرب الصانعرحمة وقضاء وعدلا في الارض ، لأني هذه اسر ،يقول الرب» ( ارميا 9 : 23 ، 24). ان العقل البشري لايكاد يدرك مدى اتساع وعمق المعلومات الروحية التي يحصل عليها من يصل الى هذه المعرفة .AR 482.2

    لاحاجة لانسان ان يفشلفي البلوغ الى كما الخلق المسيحي في محيطه. فبذبيحة المسيح اعدت للمؤمن مؤونة لقبول كل ماهو للحياة والتقوى. ان لله يدعونا لنصل الى مقياس الكمال ويضع امامنا صفات المسيح كمثال . ان المخلص في ناسوته الذي تكلم بحياة المقاومة الدائمة للشر ، برهن لنا انه بواسطة التعاون مع اللاهوت يمكن للشبر في هذه الحياة ان يبلغ والى كما الخلق . وما يؤكده لنا الله انه يمكننا نحن ايضا ا ننال انتصارا كاملا .AR 483.1

    فأمام المؤمن توضع الامكانية العجيبة ان يكون كالمسييح ، ممطيعا لكل مبادئ الشريعة. ولكن الانسان في ذاته عاجز عجزا كاملا عن الوصول الى هذهالحالة , ان القداسة التي تعلن كلمة الله انها ينبغي ان تكون له قبلما يخلص هي نتيجة فاعلية النعمةالالهيةاذ ينحني خاضعالتدريب تاثيرات روح الحق الرادعة . لايمكن ان تكمل طاعة الانسان الا بواسطة بخور بر المسيح وحده الذي يملأ كل عمل من اعمال طاعة برائحة الله الذكية . ان الدور الذي على المسيحي ان يقوم به هو المثابرة في الانتصار على كل خطأ . عليه ان يصلي الى المخلص على الدوام لكي يشفي وعكات نفسه المريضة بالخطية. فهو ليست لديه الحكمة او القوة على الانتصار فهذا يخصان الرب وهو يمنحهما لمن يلتمسون منه العون في تذلل وانسحاق.AR 483.2

    ان عملية التغيير من النجاسة الى القداسة هي عملية مستمرة. فمن يوم الى يوم يعمل الله لتقديس الانسان وعلى الانسان ان يتعاون معه باذلا اقصى جهوده والمثابرة في غرس العادات الحسنة في قلبه . عليه ان يضيف نعمةالى نعمة. واذ يقوم بعملية الاضافة هذه فالله سيقوم بعملية الاكثار او المضاعفة . ان مخلصنا هو مستعد ابدا ان يسمع ويجيب الصلاة الصادرة من القلب المنسحق ، وهو يضاعف النعمة والسلام لأبناء شعبه الامناء . وهو بكل سرور يمنحهم البركاتالتي احتاحونها في صراعهمضد الشرورالمحيطة بهم . هنالك جماعة يحاولون الصعود على سلم النجاح المسيحي ، ولكن اذ يتقدمون يضعون ثقتهم في قوة الانسان وسرعان مايغيبعن انظارهم يسوع رئيس ايمانهم ومكلمه . والنتيجة هي الفشل الاكيد — وخسارة كل ماقدر احرزوه . ان حالة أولئك الذين اذ يعيون من مشقاتالطريق ، يسمحون لعدو النفوس ان يسلبهم الفضائل المسيحية التي بدأت تنمو وتزدهرفي قلوبهم وحياتهم ، هي حالة محزنة حقا، يقول الرسول «لأن الذي ليس عنده هذه ، هو أعمى قصير البصر ، قد نسي تطهير خطاياه السالفة» ( 1 : 9).AR 483.3

    ان الرسولبطرس كان له اختبار طويل في امور الله. فإيمانه بقدرة الله على منح الخلاص تقوى بمرور السنين، الى ان برهن بما لايقبلجدا ان لاتوجد امكانية للفشلامام ذاك الذياذ يتقدم بايمان يرتفع مرحلة بعد مرحلة ، مرتفعا ومتقدما دائما الى الامام الى اعلى درجة في السلم التي تصل حتى الى ابواب السماء. AR 484.1

    لقد ظل بطرس مدى سنين عديدة يشدد على المؤمنين في وجوب النمو المستمر في النعمة وفي معرفة الحق ، واذ علم ان سيدعى سريعا ليتألم ويموت شهيدا لاجل ايمانه ، استرعى الانتباه مرة اخرى الى الامتيازات الثمينة التي هي في متناول كل مؤمن. ففي يقين ايمانه الكامل اوصى ذلك التلميذ الشيخ اخوته بالثبات على الهدف في الحياة المسيحية. فالتمس منهم قائلا: «بالاكثر اجتهدوا ايها الاخوة ان تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين لانكم اذا فعلتم ذلك لن تزلو ابدا . لأنه هكذا يقدم لكم بسعة دخول الى ملكوت رنبا ومخلصنا يسوع المسيح الابدي» ( 1 : 10، 11 ). ياله من يقين ثمين ، وماأمجد الرجاء الذي امام المؤمن اذ يتقدم بالايمان صاعدا الى اعالي الكمال المسيحي . AR 484.2

    ثم يستطرد الرسول فيقول : «لذلك لااهمل ان اذكركم دائما بهذه الامور ن وان كنتم عالمني ومقبتين في الحق الحاضر . ولكني احسبه حقا — مادمت في هذا المسكن- ان انهضكم بالتذركة ، عالما ان خلفع مكسني قريب ، كما اعلن لي رنبا يسوع المسيح ايضا . فاجتهدايضا ن ان تكونو بعد خروجي ، تتذركون كل حين بهذه الامور» ( 1 : 12 — 15).AR 485.1

    كان الرسول مؤهلا جيدا لأن يتحدثعن مقاصد الله نحو الجنس البشري، لأنه في غضون سني خدمةالمسيح على الارض كان قد رأى وسمع الكثير عما يختلص بملكوت الله . فقد ذكر المؤمنين قائلا: «لأننا لم نتبع خرافات مصنعة ، اذ عرفناكم بقوة ربنا يسوعالمسيح ومجيئه ، بل قد كنا معاينين عظمته . لأنه خذ من الله الآبكرامة ومجدا ، اذ اقبل عليه صوت كهذا من المجد الاسنى هذا هو ابني الحبيب الذي انا سررت به.ونحن سمعنا هذا الصوت مقبلا من السماء . اذ كنا معه في الجبل المقدس» ( 1: 16|- 18).AR 485.2

    ومع ان هذا البرهان كان مقنعا جدا فيما يتخلص بيقينية رجاء المسيحي ، فقد كان لا يزاليوجد برهان آخراكثر اقناعا ، الا وهو شهادة النبوة التي يمكن لايمان الجيم عان يتثبت عليها ويرسو بأمان فقد اعلن بطرس قائلا: «وعندنا الكلمة النبوية ن وهي اثبت ، التي تفعلون حسنا ، ان انتبهتم اليها ، كما الى سراج منير في موضع مظلم، الى ان ينفجر النهار ، ويطلع كوكب الصبح في قلوبكم ، عالمين هذا أولا : ان كل نبوة الكتابليست من تفسير خاص. لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة انسان ، بل تكلم اناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس» ( 1: 19 — 21).AR 485.3

    ان الرسول اذ عظم الكلمة «الكلمة النبوية .. الاثبت»على انها المرشد الامين في اوقات الخطر ، قد حذرالكنيسة بكل وقار من «مشعل» النبوات الزائف الذي كان سيرفعه «معلمون كذبة»الذين يدسون «بدع هلاك . واذ هم ينكرون الرب»هؤلاء المعلمون الكذبة الذي يظهرون في الكنيسة وكثيرون من اخوتهم في الاميان يعتبرونهم امناء، يشبهمم الرسول بآبار بلا ماء ، غيوم يسوقها النوء . الذين قد حقظ لهم قتام الظلام الى الابد . وقد اعلن الرسول قائلا: «فقد صارت لهم الاواخر اشر من الاوائل . لأنه كان خيرا لهم لو لم يعرفوا طريق البر ، من انهم بعدما عرفوا، يتردون عن الوصية المقدسة المسلمة لهم» (2: 1 ، 17 ، 20 ، 21).AR 486.1

    واذ تطلع بطرس عبر الاجيال الى انقضاء الدهر اوحي اليه ان يخلص الظروف التي ستوجد في العالم قبيل مجيئ المسيح ثانية . فكتب يقول : «سيأتي في آخر الايام قوم مستهزئون ن سالكين بحسب شهواتهم انفسهم، وقائلين اين هو موعد مجيئه؟ لأنه من حين رقد الاباء كل شيئ باق همذا من بدء الخليقة» ( 3 : 3 — 4). ولكن «حينما يقولون سلام وامان ، حينئذ يفاجئهم هلاك بغتة» ( 1 تسالونيكي 5 :3). ومع ذلك فلن يؤخذ الجميع في اشراك العود ومكايده .فإذ تقترب نهاية كل الامروالارضية سيوجد جماعة من الامناء قادرين ان يميزوا علامات الازمنة. ففي حين ان عددا كبيرا من المعترفين بالايمان ينكرون ايمانهم بأعمالهم، الا انهستكون هنالك بقية تصبر الى المنتهى.AR 486.2

    لقد ابقى بطرس رجاء مجيء المسحي ثانية حيا ومتوهجا في قلبه، واكد للكنيسة يقينية اتمام المخلص لوعده القائل : «وان مضيت واعددت لكم مكانا آتي أيضا وآخذكم الى» ( يوحنا 14 : 3 ). قد يبدو ان مجيء المسيح ، بالنسبة للامناء المجربين ، قد تباطأ وتأخر ولكن الرسوليؤكد لهم قائلا : «لايتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ ، لكنه يتأني علينا ، وهو لايشاء ان يهلك اناس ن بل ان يقبل الجميع الى التوبة,. ولكن سيأتي كلص في الليل ، يوم الرب ن الذي في هتزول السماوات بضجيج، وتنحل العناصر محترفقة وتحترق الارض والمصنوعات التي فيها.»AR 486.3

    «فبما ان هذه كلها تنحل ، أي اناس يجب ان تكونو انتم في سيرة مقسدة وتقى ؟ منتظرين وطالبين سرعة مجيئ يوم الرب، الذي به تنحل السماوات ملتهبة ، والعناصر محترقة تذوب . وكلننا سحب وعدة ننتظر سماوات جديدة، وارضا جديدة ، يسكن فيها بر»( 3: 9 — 13).AR 487.1

    «لذلك ايها الاحباء اذ انتم منتظرون هذه ، اجتهدوا لتوجدوا عنده بلا دنس ولاعيب ، في سلام. واحسبو اناة ربنا خلاصا ، كما كتب اليكم اخونا الحبيب بولس ايضا بحسب الحكمة المعطاة له .. فأنتم ايها الاحباء ، اذ قد سبقتم فعرفتهم، احترسوامن ان تنقادو بضلال الاردياء ، فتسقطوا من ثباتكم ، ولكن انمو في النعمة وفي معرفة رنبا ومخلصنا يسوع المسيح» ( 2 : 14 ، 15 ، 17 ، 18 ).AR 487.2

    لقد سمحت العناية الالهية ان ينهيي بكرس خدمته في روما حيث امر الامبراطور نيرون بالقائه في السحن في نحو الوقت الذي قبض في على بولس اخر مر , وهكذا كان على طينك الرسولين المحنكين اللذينكانا لسنين كثيرة،متباعدين عن بعضهما في حقول خدمتهما ، ان يؤديا شهادتهما الاخيرة للمسيح في قصبة العالم،وعلى اديمها يسفك دمهما ليكون بذار لحصاد وفير من القديسين والشهداء. AR 487.3

    ان بطرس منذ اعادة تثبيته بعد انكاره للمسيح ، جابه الخطر بلا تردد اوخوف وأبدى شجاعة عظيمة في الكرازة بالمخلص المصلوب والمقام لي الصاعد. فإذ كان مضطجعافي زنزانته ، ذكرالكلام الذي وجههة اليه المسيح حين قال : «الحق الحق اقوللك : لما كنتاكثر حادية كنت تمنطق ذاتك وتمشي حيث تشاء , ولكن متى شخت فانك تمد بيديك واخر يمنطقك ، ويحملك حيث لا تشاء» ( يوحنا 21 : 17). وهكذا عرف المسيح تمليذه هذا نفس الطريقة التي سيموت بها ، بل لقد تنبأ ايضا بمد يديه على الصليب . ان بطرس اذ كان يهوديا وغريبا حكم عليه بالجلد والصلب . وفي انتظار هذه الميتة المخيفة تذكر الرسولحطيته العظيمة في انكاره ليسوع ساعة محاكمته. كان قبلا غير مستعد للاعتراف بالصليب، اما الآن فها هو يحسبه فرحا ان يبذل حياته لأجل الانجيل ، وهو يشعر ان كونه ن وهو الذي قد انكر سيده،يموت بالطريقة نفسها التي مات معلمه وربه هو شرف اعظم بكثيرمما يستحقه. كان بطرس قد تاب عن تلك الخطية توبة صادقة، وكان المسيح قد غفر له كما يظهر ذلك من المأمورية السامية التي اسندها له بأن يرعى خراف الرعية وحملانهاولكن بطرس لم يستطع ان يغفر لنفسه ابدا . وحتى تفكيره في الام المشهد الاخير الرهيب لم يستطع ان يخفف من مرارة حزنه وتوبته , وقط طلب من جلاديه ان يدوا اليع معروفا اخيرا بان يصلبوه مكنس الرأس , . وقد الى طلبه ، وفي هذا الوضع مات بطرس الرسول العظيم. AR 487.4

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents