Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents
أعما لالرُّسل - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First
    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents

    الفصل السابع

    تحذير ضد الرياء

    (يعتمد هذا الفصل على ماجاء في أعمال 4 : 32 _ 5 : 11).

    إن التلاميذ إذ أذاعو حق الإنجيل في أورشليم شهد الله لكلامهموآمن جمع من الناس . وكثيرون من هؤلاء المؤمنين الأولين قطعت الصلة بينهم وبين عائلاتهم وأصدقائهم في الحالبسبب تعصب اليهود الأعمى فصار من اللازم إمدادهم بالمأكل والمسكن .AR 57.1

    والكتاب يعلن قائلا : «لم يكن فيهم أحد محتاجا» (أعمال4 : 34) ، كما يخبرنا كيف سدت الحاجة . فالمؤمنون الذين كانوا يملكون أموالا أو مقتنيات ضحوا بها بكل سرور لمواجهة الطوارئ . فإذا كانو يبيعونبيوتهم أو أراضيهم كانوا يجيئون بأثمناويضعونها عند أرجل الرسل : «فكان يزودعلى كل أحد كما يكون له احتياج» (أعمال 4 : 35) .AR 57.2

    هذا السخاء الذي أظهره المؤمنونكان نتيجة انسكاب الروح القدس. فالمهتدون إلى الإنجيل كان لهم : «قلب واحد ونفس واحدة» (اعمال4 : 32) . إن اهتماما واحدا مشتركاسيطر عليهم ألا وهو نجاح الرسالة المسلمة لهم ، فلم يكن للطمع في حياتهم . إن محبتهم لأخوتهم وللملكوت الذي قبلوه وأيدوه كان أعظيم من محتبهم للمال والأملاك . وقد شهدت أعمالهم على أنهم كانوا يعتبرون نفوس الناس أغلى قيمةمن ثروات الأرض.AR 57.3

    وهذا مايحدث دائما عندما يتسلط روح الله على الحياة . فأولئك الذين قد امتلأت قلوبهم بمحبة المسيح سيتبعون مثال ذلكالذي من أجلنا افتقر لكي نستغنى نحن بفقره . فالمال والوقت والنفوذ-كل العطايا التي نالوها من يد الله سيقدرونها فقط على ماتكون وسيلة لتقدم عمل الإنجيل . هكذا كانت الحال في أيام الكنيسة الأولى ، وعندما يرى في الكنيسة اليوم أنه بقوة الروح قد حول الأعضاء عواطفهم عن أمور العالم وأنهميرغبون في التضحية كي يسمع بنو جنسهم الإنجيل ، فالحقائق المعلنة سيكون لها تأثير قوي على السامعين . AR 58.1

    ولكن تصرف حنايا وسفيرة ، الذي سجله قلم الوحي ، أوجد فرقا شاسعا وتباينا حدايخالفمثال كرم المؤمنين وحبهم للخيرالأمر ، الذي وصم تاريخ الكنيسة الأولىبلطخةسوداء . فهذا الشخصان المعترفان بأنهما من التلاميذكاناقد اشتركا في امتياز سماع الإنجيل الذي كرز به الرسل . وكانا حاضرين مع بعض المؤمنين الآخرين عندما : «تزعزع المكان الذي كانوا مجتمعين فيه ، وامتلا الجميع من روح القدس» على أثر الصلاة التي قدمها الرسل (أعمال 4: 31) . وقد استولى على جميع الحاضرين تبكيتعميق ، وتحت قوة تأثير روح الله المباشر تعهد حنانيا وسفيرا ان يقدما ثمن ملك لهمابعد بيعه . AR 58.2

    ولكن حنايا وسفيرة أحزنا روح الله فيما بعد إذ خضعا لمشاعر الطمع . فبدءا يأسفان على وعدهما الذي قدماه ، وسرعان خسرا التأثير الحلو للبركة التي كانت قد أضرمتفي قلبيهما الرغبة لعمل أشياء عظيمة لأجل ملكوت المسيح . وقد ظنا أنهما تسرعا وأنه ينبغي لهنا أن يفكرا في المسألةمن جديد . وقد تحدثا معا في هذا الشأن وقررا عدم الوفاء بعهدهما . ومع ذلك رأيا أن الذين باعوا أملاكهم لسد أعاوز اخوتهم الفقراء ظفروا باحترام المؤمنين وتقديرهم ، وإذ كانا يخجلان من أن يعرف إخوتهما أن أنانيتهما جعلتمها يطمعان فيماقد تعهدا بكل وقار بتقديمه لله وتكريسه لعمله ، أصرا على بيع ملكهما والتظاهر بتقديم كل الثمن للخزانة العامة ، ولكن في واقع الأمر يبقيان جانبا كبيرا من الثمن لنفسيهما . وهكذا يضمنان معيشتهما من الخزانة العامة (المخصصة لمساعدة المحتاجين) وفي نفس الوقت ينالان تقدير إخوتهما . AR 58.3

    ولكن الله يمقت الرياءوالكذب . لقد لجأ حنانياوسفيرة إلى الغش في معاملتهما مع الله وكذا على الروح القدس فافتقدت خطيتهما بدينونة سريعة ورهيبة . فعندما جاء حنانيا بعطيته قال له بطرس: «ياحنانيا ، لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس وتختلس من ثمن الحقل .؟ أليس وهو باق كان يبقى لك ؟ ولما بيع ، ألم يكن في سلطانك ؟ فما بالك وضعت في قلبك هاذا الامر ؟ أنت لم تكذب على الناس بل على الله . AR 59.1

    «فلما سمع حنانيا هذا الكلام وقع ومات . وصار خوف عظيم على الجميع الذين سمعوا بذلك» (أعمال5:3-5)AR 59.2

    لقد سأله بطرس قائلا : «أليس وهوباق كان يبقىلك ؟» إن حناينا لم يقع تحت أي ضغط غير لائق لإرغامه على التضحية باملاكه للخير العام . فلقد اتخذ قراره بمحض اختياره . ولكنه إذ حاول أن يخدع التلاميذ كذب على الله القدير .AR 59.3

    «ثم حدث بعد مدة نحو ثلاث ساعات ، أن امرأته دخلت ، وليس لها خبر ماجرى . فأجابها بطرس قولي لي أبهذا المقدار بعتما الحقل ؟ فقالت نعم ، بهذا المقدار . فقال لها بطرس مابالكما اتفقتما على تجربة روحالرب ؟ هوذا أرجل الذين دفنوا رجلك على البا ، وسيحملونك خارجا . فوقعت في الحال عند رجليه وماتت . فدخل الشباب ووجدوها ميتة ، فحمولها خارجا ودفنوها بجانب رجلها . فصار خوف عظيم على جميع الكنسيةوعلى جميع الذين سمعوا بذلك» (أعمال5 :7 -11).AR 60.1

    لقد رأت حكمة الله غير المحدودة أن هذا الإعلان المميز لغضب الله كان لازما لحفظ الكنيسة الفتية وصيانتها من الفساد . كان عددهم يتكاثر بسرعة وكان يمكن أن تتعرض الكنيسة للخطر لو أنها في حالة الازدياد السريع لعدد المهتدين ، ينضم إليها بعض الرجال والنساء الذين يتظاهرون بأنهم يخدمون الله وهم في الحقيقةيخدمون المال. فهذا القصاص شهد بأن الناس لايمكنهم أنيخدعوا الله ، وأنه يكتشف الخطية المستترة في القلب ولايمكن أن يشمخعليه . وقد قصد به أن يكون إنذارا للكنيسة ليجعلهم يتجنبون التصنع والتظاهر والرياء ، ويتحرسونمن سلب الله .AR 60.2

    إن هذا المثال على بغض الله للطمع والغش والنفاق قدم كإشارة خطر ليس للكنيسة الأولى فحسب بل أيضا لكل الأجيال المستقبلة . إن الطمع هو الذي احتضنه حناينا وسفيرة من البدء . فرغبتهما في إبقاء جزء من المالالذي كانا قد تعهدا بتقديمه للرب ساقتهما إلى الغش والرياء.AR 60.3

    لقد جعل الله إذاعة الإنجيل تعتمد على جهود شعبه وعطاياهم . فالتقدمات التطوعية والعشور يتكون منها إيراد عمل الرب. ومن الإمكانات والأموال المودعة أمنة عند الإنسان يطلب الله جزءا معينا — العشر . وهو يترك للجميع كامل الحرية لأن يقولوا ما إذا كانوا يريدون تقديم جزء أكثر من هذا أو لا . ولكن عندما يتحرك قلب الإنسان بفاعلية الروح القدس وينذر أن يقدم قدر معينا لله فلا يحق له أن يستردشيئا لنفسه مما كرسه الله إذ لم يعد ملكا له . إن الوعود التي نقدمها للناس من هذا النوع توقعنا تحت التزام ، أفلام توقعنا عهودنا التي قدمانها لله تحت التزام أعظيم؟ وهل الوعود التي ينظر فيها أمام محكمة الضمير أقل التزاما من مستندات الناس المكتوبة ؟ .AR 60.4

    عندما يشرق النور الإلهي في القلب بوضوحوقوة عاديين فإن الأنانية التي تعود الإنسان عليها ترخي من قوة قبضتها ويتولد في النفس ميل لتقديم العطايا لله . ولكن لايظنن أحد أنه سيسمح له بالوفاء بعهوده لله دون أن يحتج الشيطان على ذلك . إنه لايسر عندما يرى ملكوت الفادي يؤسس على الأرض. فهو يقترحقائلا إن التعهد الذي قدم هو أكثر من اللازم وأنه كفيل بأن يعجزهم عن إحراز الأملاك أو إشباع رغبات عائلاتهم .AR 61.1

    إن الله هو الذي يبارك الناس بالنجاح . وهو يفعل هذا حتى يستطيعوا أن يقدموا عطاياهم لنجاح عملهوتقدمه . إنه يرسل نور الشمس والأمطار . ويجعل النباتات والمزروعات تنمو وتزدهر . إنه يمنح الإنسان صحة وقدرة على اصطناع الثروة . فكل البركات التي نتمتع بها تأتينا من يده الكريمة السخية. وفي مقابل ذلك يريد من الرجال والنساء أن يظهروا شكرهم وعرفانهم للجميل بتقديم جزاء من أموالهم له في الشعور والتقدمات- وعطايا الشكر والتقدمات التطوعية وقربان الإثم. فلو تدفقت العطايا السخية في خزانة الرب وفقا لتلك الخطة الإلهية —وهو العشر من كل مدخولنا بالإضافة إلى التقدمات السخية- فسيكون هنالك فيض من البركات لتقدم عمل الرب.AR 61.2

    إلا أن قلوب الناس تتقسى بالأنانية ، وكما فعل حنانيا وسفيرة ، يحاولون هم أيضا ان يستبقوا جزاء من الثمن في حين يتظاهرون بأنهم قد تمموا مطاليب الله . إن كثيرين من الناس ينفقون ببذخ ليتمعوا أنفسهم . فالرجال والنساء يراعون ملذاتهم ويشبعون شهواتهم، في حين أنهم يقدمون لله عطاياهم الشحيحة وهم يكادون يكونون كارهين . إنهم ينسون أن الله سيحاسبهميوما ما حسابا دقيقاعن كيفية تصرفهم في عطاياه وأنه لن يقبل بعد ، العطايا الزهيدة التي يقدمونها إلى خزانته بأكثر مما قبل عطية حنانيا وسفيرة . AR 62.1

    والله يريدنا أن نتعلم أيضا من القصاص الشديد الذي وقع على ذينك الكاذبين مقدار كرهه الشديد لكل رياء وخداع , إن حنانيا وسفيرة إذ تظاهرابأنهما قد قدما كل الثمن ، كذبا علىالروح القدسوكان من نتائج ذلك أنها خسرا هذهالحياة والحياة العتيدة أيضا . ونفس الإله الذي أوقع عليهما هذا القصاص يدين اليوم كل كذب . إن شفاه الكذب مكروهة لديه . وهو يعلن أن المدينة المقدسة «لن يدخلها شيئ دنس ولامايصنع رجسا وكذبا» (رؤيا21: 27). فلانتمسك بقول الصدق بيد مرتخية أو بقبضة ضعيفة مترددة ، بل ليكن جزءا لايتجزأ من الحياة . إن التلاعب بالحق والتظاهر بأنه يطابق خطط الإنسان الأنانية معناه ارتطام سفينة الإيمان وتحطمها : «فاثبتوا ممنطقين أحقاءكم بالحق» ( أفسس6 : 14) . إن من ينطق بأكاذيب يبيع نفسه بثمن بخس . قد يبدوا أن أكاذيبه تخدمه في الأزمات ، وقد يبدوا أنه بذلك ينجح في تجارته ، الأمر الذي لم يستطع تحقيقه بالعدل والإنصاف والصدق في معاملاته ، ولكنه أخيرا يصل إلى الحد الذي لايمكنه مع أن يثق في إنسان . فلأنه هو نفسه كذاب ومزور فهو لايثق فيما يقوله الآخرون . AR 62.2

    في قضية حنانيا وسفيرة عوقبت خطية الغش ضدالله بقصاص سريع . وقد ارتكبت كثيرا هذه الخطية نفسها في تاريخ الكنيسة بعد ذلك ، ولايزال كثيرون يرتكبونها في أيامنا هذه . ولكن مع أنه قد لاتصحبها أية ظاهرة على غضب الله ، فإنها ليست أقل فظاعة في نظره الآن مما كانت في عصر الرسل . لقد قدم الإنذار ، وقد أظهر الله بكل جلاء كراهيته لهذهالخطيئة ـ، فكل من يعمدون إلى الرياء والطمع يمكنهم أن يتأكدوا من أنهم إنمايهلكون أرواحهم .AR 63.1

    Larger font
    Smaller font
    Copy
    Print
    Contents