في دار النشر

لقد تأسست خدمة المطبوعات والنشر على إنكار الذات، وينبغي أن يتم القيام بها على مبادئ اقتصادية صارمة. والمسألة المتعلقة بالأمور المالية يمكن إدارتها إذا وافق العمّال على خفض أجورهم عندما يكون هناك ضغط على الأموال والموارد. هذا هو المبدأ الذي كشفه لي الربّ لنستخدمه في مؤسساتنا. عندما تكون هناك ندرة في الأموال، ينبغي أن نكون على استعداد لتقليل احتياجاتنا ورغباتنا. CSAr 266.3

فلنحسب القيمة المناسبة للمنشورات والمطبوعات، وبعد ذلك ليتعلم كل العاملين في دور النشر الاقتصاد بكل الطرق الممكنة بصرف النظر عن مدى الضيق المادي الذي يسببه ذلك. احترسوا من النفقات والمصروفات الصغيرة. أوقفوا جميع التسربات. فالخسائر الصغيرة هي التي تترك آثارًا ثقيلة في النهاية. اجمعوا الكسر الفاضلة لِكَيْ لاَ يضيع شيء. لا تضيعوا الدقائق في الكلام، فالدقائق المُهدَرة تتلف الساعات. أما العمل الجاد والجهود المثابرة بإيمان فسوف تتكلل دائمًا بالنجاح.CSAr 266.4

يظن البعض أن كرامتهم لا تسمح لهم أن يهتموا بالأشياء الصغيرة. فيظنون أن ذلك من سمات العقل المنغلق والنفس البخيلة. إلا أن التسربات الصغيرة قد أغرقت العديد من السفن. فلا ينبغي السماح لأي شيء يخدم غرض أحد ما أن يضيع. إذ أن الافتقار إلى الاقتصاد سيجلب بدون شك ديونًا على مؤسساتنا. وحتى لو تلقينا الكثير من المال، فإنه سيضيع بسبب التسربات الصغيرة الموجودة في كل فرع من فروع العمل. إن الاقتصاد ليس بخلاً.CSAr 267.1

فعلى كل رجل وسيدة يعملان في دور النشر أن يكونا حارسًا أمينًا، وأن يسهرا للتأكد من عدم إهدار شيء. يجب على الجميع أن يحترسوا من الرغبات المزعومة التي تتطلب استهلاكًا للأموال والموارد. بعض الأشخاص يعيشون بصورة أفضل على أربعمائة دولارًا في السنة من أشخاص آخرين يعيشون على ثماني مائة دولارًا. والشيء ذاته ينطبق على مؤسساتنا. فبعض الأشخاص يمكنهم إدارتها برأس مال أقل بكثير من أشخاص آخرين. إن الربّ يريد من جميع العمّال والخدّام أن يمارسوا الاقتصاد، ولا سيما أن يكونوا محاسبين مخلصين وأمناء. — شهادات للكنيسة، المجلد السابع، صفحة ٢٠٦ , ٢٠٧.CSAr 267.2