شريك في عمل الله

إن مطالب عمل الربّ كثيرة ومستمرة. ولذلك فالعمل الجاد مطلوب من الجميع، العال والدون، الأغنياء والفقراء، حتى يتم إرجاع ما هو من حق الله وكي يكون هناك طعام في بيته وحتى يتم تعضيد الخدّام الذين دعاهم للقيام بالعمل المتعلّق بمشاركة الحق مع العالم الهالك وتدبير احتياجاتهم.CSAr 299.2

إن الله سبحانه وتعالى لا يطلب منا الْعُشْرَ فحسب، ولكنه يطلب منا أن نستخدم كل ما نمتلكه لمجده. ينبغي التخلّص من عادات الإسراف والتبذير، إذ أن الأموال التي نتداولها هي أموال الربّ. ونحن لا نمتلك دولارًا واحدًا أو مليمًا واحدًا منها. إن تبديد المال في الرفاهيات يحرم الفقراء من الموارد والوسائل الضرورية لتزويدهم بالمأكل والملبس. وما ينفق على إشباع الكبرياء والغرور في الملبس والمباني والأثاث والزينات والزخارف يمكن أن يخفف من ضيقات الكثير من الأسر التي تعاني من الشقاء والمتاعب. فيجب على وكلاء الله أن يخدموا الفقراء. هذا هو ثمر الديانة النقية الطاهرة. إن الربّ يدين الناس بسبب انغماسهم في الشهوات الأنانية في حين أن إخوتهم من بني البشر يعانون من الحاجة للمأكل والملبس ...CSAr 299.3

إن الربّ يطلب من كل أبنائه أن يجعلوا نور السماء — نور محبته غير الأنانية — أن يضيء في الظلمة المنتشرة في هذا العصر المتدهور. فلو رآك تعترف به كمالك على حياتك وعلى كل ما تملك، ولو رآك تستخدم الأموال المستودعة إليك كوكيل أمين، فسوف يسجّل اسمك في أسفار السماء كعامل معه وكشريك في عمله العظيم، للعمل نيابةً عن بني جنسك. وفي اليوم الأخير سيكون الفرح من نصيبك، إذ أن الأموال المستخدمة بحكمة في مساعدة الآخرين ستُرى أنها قد تسببت في تقديم الشكر الله من خلالك. — مجلة الريفيو آند هيرالد، ٨ ديسمبر (كانون الأول) ١٨٩٦.CSAr 299.4