Loading...
Larger font
Smaller font
Copy
Print
Contents
خواطر من جبل البَرَكَة - Contents
  • Results
  • Related
  • Featured
No results found for: "".
  • Weighted Relevancy
  • Content Sequence
  • Relevancy
  • Earliest First
  • Latest First

    « وَحِينَمَا تُصَلُّونَ لاَ تُكَرِّرُوا الْكَلاَمَ بَاطِلاً كَالأُمَمِ » (متى 6: 7)

    كان الوثنيّون ينظرون إلى صلواتهم على أنّ فيها استحقاقا في ذاتها للتكفير عن الخطية. ولهذا فكلّما طالت الصلاة كلّما عظم الاستحقاق. فإذا أمكنهم أن يصيروا قديسين بجهودهم الذاتية فسيكون في داخلهم ما يفرحهم، وسيكون لديهم أساس للافتخار. إنّ هذا الرأي عن الصلاة هو نتيجة مبدأ التكفير الذاتي الذي هو أساس كلّ نظم الديانة الكاذبة. وقد كان الفريسيون يعتنقون هذا الرأي الوثني عن الصلاة، وهو مبدأ لم يستأصل بعد في أيامنا هذه، حتى بين من يعترفون بالمسيحية. فتكرار عبارات معينة اعتادها الناس في حين لا يحسّ القلب بحاجته إلى الله هو من نفس نوع التكرار « البَاطِل » الذي تمارسه الأمم.ArMB 42.4

    ليست الصلاة تكفيرا عن الخطية، إذ لا توجد فيها أيّة قوّة أو استحقاق في حدّ ذاتها، فكل الأقوال المنمّقة التي تحت تصرّفنا لا تساوي رغبة مقدسة واحدة. إنّ أفصح الصلوات إن هي إلاّ أقوال عاطلة إذا كانت لا تعبّر عن عواطف القلب الصادقة. ولكنّ الصلاة الخارجة من قلب غيور عندما يعبر الإنسان عن الحاجات البسيطة لنفسه كما عندما نطلب من صديق أرضي إسداء معروف لنا في انتظار إجابته — هذه هي صلاة الإيمان. إنّ الله لا يرغب في تحياتنا الطقسية، بل يرغب في سماع صرخة القلب المنسحق والمتذلّل لشعوره بخطيته وضعفه التام، هذه تجد طريقها إلى أبي المراحم.ArMB 42.5