يقول النبي: ”طوبى للذي يقرأ“ — يوجد من لا يريدون أن يقرأو ا. فالبركة ليست لهم. ”وللذين يسمعون“ — كذلك يوجد من يرفضون سماع أي شيء خاص بالنبوات، فالبركة ليست لهذا النوع من الناس. ”ويحفظون ما هو مكتوب فيها“ — كثيرون يرفضون الالتفات الى الانذارات والتعاليم المتضمنة في سفر الرؤيا. لا يستطيعن أحد من هؤلاء أن يدَّعي أن له حقا في هذه البركة الموعود بها. فكل من يسخرون بمواضيع النبوة ويهزأون بالرموز المقدمة هنا بكل وقار، وكل من يرفضون اصلاح حياتهم والاستعداد لمجيء ابن الانسان لن ينالوا بركة. GC 379.3
وأمام شهادة الوحي كيف يجرؤ الناس على أن يعلِّموا أن سفر الرؤيا سر يقصر ادراك الناس عن معرفته ؟ انه سر معلن وسفر مفتوح . ان دراسة سفر الرؤيا توجه العقل الى نبوات دانيال، وكلاهما يوفِّران أهم التعاليم المقدمة من الله الى الناس عن الحوادث المتوقع حدوثها في نهاية تاريخ العالم. GC 380.1
لقد انكشفت لعيني يوحنا مشاهد لها أهمية تهز المشاعر في اختبار الكنيسة. رأى مركز شعب الله والمخاطر والمحاربات التي سيجوزون فيها، ونجاتهم أخير ا. انه يسجل الرسائل الختامية التي ستنضج حصيد الارض، إما كحزم تؤخذ الى المخزن السماوي وإما كوقود لنيران الهلاك. لقد كشفت له مواضيع لها أهمية عظيمة، وعلى الخصوص عن الكنيسة الاخيرة، لكي يتعلم من ينبغي لهم أن يرجعوا عن أخطائهم وضلالاتهم الى الحق كل ما يختص بالمخاطر والمحاربات التي أمامهم . لا حاجة الى انسان أن يكون في ظلمة في ما يختص بما هو مقبل على الارض. GC 380.2
فلماذا اذاً هذا الجهل المتفشي بالنسبة الى جزء هام من الكتاب المقدس ؟ ولماذا هذا النفور من فحص تعاليمه ؟ انه نتيجة مسعى مدروس قام به سلطان الظلمة ليخفي عن الناس ما يكشف لهم عن خداعه ومخاتلاته . فلهذا السبب اذ سبق المسيح فرأى الحرب المزمعة أن تندلع ضد من يقرأون سفر الرؤيا نطق بالبركة على كل من يقرأون ويسمعون ويحفظون أقوال النبوة. GC 380.3