وقد قال: ”ان يسوع الناصري، مسيا الحقيقي الذي قد ثُقبت يداه ورجلاه وسيق كشاة الى الذبح، والذي كان رجل أوجاع ومختبر الحزن، والذي بعدما زال القضيب من يهوذا وسلطة التشريع من بين رجليه جاء في مجيئه الاول، سيأ تي ثانية في سحب السماء ببوق رئيس الملائكة“ (٣١٠)، ”وسيقف على جبل الزيتون، والسلطان الذي أعطي لآدم قبلا على الخليقة ولكنه أضاعه (تكوين ١ : ٢٦ ؛ ٣ : ٧) سيعطى ليسوع، فسيكون ملكا على كل الارض، وسينتهي أنين الخليقة وآلام مخاضها وست سمع أغاني الحمد والشكر ... وعندما يأتي يسوع في مجد أبيه مع الملائكة القديسين ... فالراقدون المؤمنون سيقومون أولا (١ تسالونيكي ٤ : ١٦ ؛ ١كورنثوس ١٥ : ٢٣). هذا ندعوه نحن المسيحيين القيامة الاولى، وحينئذ تغير المملكة الحيوانية طبيعتها (اشعياء ١١ : ٦ — ٩) وتخضع ليسوع (مزمور ٨)؛ وحينئذ يعم السلام“ (٣١١)، ”وسيشرف الرب على الارض مرة ثانية ويقول: ”هوذا هي حسنة جدا“ (٣١٢). GC 397.2
كان ولف يؤمن بأن مجيء الرب قريب، وقد جعله تفسيره للفترات النبوية يعتبر النهاية العظيمة في وقت قريب جدا من ذاك الذي حدده ميلر . وقد أجاب ولف على من أوردوا هذا القول ”أما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ”، كما أجاب على القائلين بأن الناس لا يعلمون شيئا عن قرب المجيء الث اني، قائلا: ”هل قال سيدنا أن ذلك اليوم وتلك الساعة لن يُعرفا أبدا ؟ ألم يعطنا علامات الازمنة لكي نعرف على الاقل قرب مجيئه كما يعرف الانسان أن الصيف قريب عندما تخرج شجرة التين أوراقها ؟ (متى ٢٤ : ٣٢). وهل لن نعرف ذلك الوقت أبدا في حين أنه هو نفسه يوصينا ليس فقط بأن نقرأ ما كتبه دانيال النبي بل أن نفهمه ؟ وفي سفر دانيال نفسه حيث ذكر أن الكلام خُتم عليه الى وقت النهاية (الذي كان هو الواقع في زمانه)، فان كثيرين سيركضون هنا وهناك — وهو تعبير عبراني عن الملاحظة والتفكير في الوقت ”والمعرفة (معرفة ذلك الوقت) تزداد“ (دانيال ١٢ : ٤). وفضلا عن ذلك فان ربنا لم يقصد أن يقول لنا بهذا أن قرب الوقت لن يُعرف، بل أن ”اليوم“ المحدّد، و ”الساعة لا يعلم بهما أحد“. وهو يقول أنه سيُعرف من علامات الأزمنة ما فيه الكفاية لاقناعنا بالاس تعداد لمجيئه كما أعد نوح الفلك“ (٣١٣). GC 398.1
وفي ما يختص بنظام التفسير المألوف أو تحريف الكتب، كتب ولف يقول: ”ان السواد الاعظم من أبناء الكنيسة المسيحية قد انحرفوا عن المعنى الواضح الصريح للكتاب وارتدوا الى نظام البوذيين الكاذب، الذ ين يعتقدون أن سعادة الجنس البشري وغبطته العتيدة تنحصر في انتقالهم وطيرانهم في الهواء، ويظنون أنهم وهم يقرأون كلمة ”اليهود“ ينبغي أن يفهموها على أنها ”الامم“، وعندما يقرأون كلمة ”أورشليم“ ينبغي فهمها على أنها ”الكنيسة“، وعندما يقال ”الارض“ فمعنى ذلك ”السماء“، ومجيء الرب يجب أن يفهموه على أنه نجاح وتقدم الجمعيات التبشيرية، والصعود الى جبل بيت الرب يجب أن يفهم منه أنه اجتماع جليل لجماعة الميثودست“ (٣١٤). GC 398.2
وفي غضون الاربع والعشرين سنة من ١٨٢١ الى ١٨٤٥ سافر ولف بعيد ا. ففي أفريقيا زار مصر و الحبشة. وفي آسيا تجول في فلسطين وسوريا وبلاد فارس وبخارى والهند . كما زار أيضا الولايات المتحدة . وفي أثناء سفره الى هناك كان يبشر في جزيرة القديسة هيلانه . وقد وصل الى نيويورك في آب (أغسطس) من عام ١٨٣٧ ، وبعدما تكلم في تلك المدينة بشر في فيلاد لفيا وبلتيمور وأخيرا تقدم الى واشنطن . وفي هذه المدينة قال: ”بناء على طلب قدمه الرئيس السابق جون كويني آدامز، منحني أحد بيوت الكونغرس باجماع الآراء حرية استخدام قاعة المجلس لالقاء محاضرة ألقيتها في يوم سبت وأكرمت بحضور جميع أعضاء الكونغرس، وكذلك بحضور أسقف فرجينيا ورجال الاكليروس ومواطني واشنطن. وقد منحني ذلك الشرف نفسه أعضاء هيئة حكومة نيوجرسي وبنسلفانيا، وألقيت أمامهم محاضرات عن بحوثي في آسيا كما عن مُلك يسوع المسيح الشخصي“ (٣١٥). GC 399.1