سافر الدكتور ولف في أشد الممالك همجية ووحشية من دون أن يحصل على حماية من السلطات الاوروبية، فتحمَّل كثيرا من المشاق وتعرض لمخاطر لا حصر له ا. لقد ضُرب بالفلقة وتحمل آلام الجوع وبيع كعبد، وحكم عليه بالموت ثلاث مرات، وكان محاطا باللصوص، وأحيانا كاد يموت عطش ا. وفي مرة سُلب كل ما كان يملكه وتُرك ليسافر مئات الاميال سير ا على قدميه في الجبال، وكان الثلج يصدم وجهه وقدميه الحافيتين اللتين تجمدتا من السير على الارض المجمدة . GC 399.2
وعندما أنذر بألا يسير وهو أعزل بين القبائل المتوحشة المعادية أعلن قائلا: ”اني مزود ”سلاحَ الصلاة والغيرة للمسيح والثقة بمعونته“، ثم قال: ”كما أنني مزود أيضا محبة الله والقريب في قلبي، والكتاب المقدس في يدي“ (٣١٦) واينما ذهب كان يحمل الكتاب المقدس في اللغتين العبرية والانجليزية. وقال عن احدى سفراته المتأخرة: ”لقد ... أبقيت الكتاب مفتوحا في يدي. وأحسست أن قوتي هي في الكتاب وأن قوته ستعضدني“ (٣١٧). GC 399.3
وهكذا جعل يواصل جهوده الى أن و صلت رسالة الدينونة الى قسم كبير من المسكونة . لقد نشر كلمة الله بين اليهود والاتراك والفرنسيين والهندوس وقوميات وأجناس كثيرة بلغات مختلفة، وفي كل مكان بشر بمُلك مسيا الآتي. GC 400.1
في رحلته الى بخارى وجد شعبا نائيا منعز لا يعتنق عقيدة مجيء الرب السريع. وقال: ”ان عرب اليمن يملكون كتابا يسمى السيرة وهذا الكتاب يصرح بعقيدة المجيء الثاني للمسيح وملكه بمجد عظيم، وهم يتوقعون حدوث وقائع عظيمة في عام“ (٣١٨). ”١٨٤٠ وفي اليمن ... قضيت ستة أيام مع بني ركاب. انهم لا يشربو ن خمرا ولا يغرسون كرما ولا يزرعون حقلا ويعيشون في الخيام، ويذكرون يوناداب الشيخ الصالح ابن ركاب . وقد وجدت بين تلك الجماعة أفرادا من بني اسرائيل من سبط دان ... وهم ينتظرون مع بني ركاب سرعة مجيء مسيا في سحاب السماء“ (٣١٩). GC 400.2
وان مرسلا آخر وجد عقيدة مشابهة سائدة في بلاد التتار . وقد سأل كاهن تتاري ذلك المرسل عما اذا كان يعرف وقت المجيء الثاني للمسيح . وعندما أجابه المرسل بأنه لا يعرف عن ذلك شيئا بدا الاندهاش العظيم على الكاهن من مثل ذلك الجهل الذي يعترف به رجل يقول بأنه معلم للكتاب المقدس، ثم أعلن عن اعتق اده المبني على النبوة بأن المسيح سيأتي حوالي عام ١٨٤٤ . GC 400.3