وقد بذلت جهود كثيرة وجادة لهدم ايمانهم، ولم يكن لأحد الا ان يف هم انه اذا كان القدس الارضي صورة ومثالا للسماوي فالشريعة المحفوظة في التابوت على الارض هي صورة طبق الاصل عن الشريعة التي في التابوت في السماء، وان قبول الحق الخاص بالقدس السماوي يتضمن اعترافا بمطالب شريعة الله والالتزام بحفظ السبت المذكور في الوصية الرابعة . هنا كان سر المقاومة المرة التي لا تلين للتفسير المنسجم المتناسق للاقوال الالهية التي أبانت خدمة المسيح في القدس السماوي . لقد حاول الناس ان يغلقوا الباب الذي فتحه الله وان يفتحوا الباب الذي أغلقه . لكن ذلك ”الذي يفتح ولا أحد يغلق ويغلق ولا أحد يفتح“ قد أعلن قائلا: ”هأنذا قد جعلت أمامك بابا مفتوحا ولا يستطيع احد ان يغلقه“ (رؤيا ٣ : ٧ و ٨). لقد فتح المسيح الباب أو خدمة قدس الاقداس وكان النور يشرق من ذلك الباب المفتوح في القدس في السماء، وقد تبرهن ان الوصية الرابعة متضمنة في الشريعة التي كانت محفوظة هناك ، وما بناه الله لا يستطيع الانسان ان يهدمه. GC 476.1
وقد وجد الذين قبلوا النور الخاص بوساطة المسيح ودوام شريعة الله أن هذه كانت الحقائق المقدمة في رؤيا ١٤. ان رسائل هذا الاصحاح تكوِّن انذاراً مثلثا (انظر التذييل) لإعداد ساكني الارض للمجيء الثاني للرب . فالاعلان القائل ”قد جاءت ساعة دينونته“ يشير الى العمل الختامي لخدمة المسيح لأجل خلاص الناس . وهو ينادي بالحق الذي ينبغي اعلانه الى ان تنتهي شفاعة المخلص ويعود الى الارض ليأخذ شعبه لنفسه . فعمل الدينونة الذي بدأ في عام ١٨٤٤ ينبغي ان يستمر حتى يتقرر مصير الجميع، الاحي اء منهم والاموات، ولهذا فهو سيستمر الى نهاية زمن النعمة المقدم الى البشر . فلكي يتأهب الناس للثبات في الدينونة تأمرهم الرسالة قائلة: ”خافوا الله واعطوه مجدا“. واسجدوا لصانع السماء والارض والبحر وينابيع المياه“. ونتيجة قبول هذه الرسالة مبينة في القول : ”هنا الذين يحفظون وصايا الله وايمان يسوع“. فلكي يتأهب الناس للدينونة يتعين عليهم ان يحفظوا شريعة الله . فتلك الشريعة ستكون هي مقياس الخلق في الدينونة . والرسول بولس يعلن قائلا: ”كل من اخطأ في الناموس فبالناموس يدان ... في اليوم الذي فيه يدين الله سرائر ا لناس ... بيسوع المسيح“ كما يقول ايضا: ”الذين يعملون بالناموس هم يبَّررون“ (رومية ٢ : ١٢ ١٦). فالايمان جوهري لأجل حفظ شريعة الله، اذ ”بدون ايمان لا يمكن ارضاؤه“ و ”كل ما ليس من الايمان فهو خطية“ (عبرانيين ١١ : ٦ ؛ رومية ١٤ : ٢٣). GC 476.2
يدعو الملاك الاول الناس لان ”يخافوا الله ويعطوه مجدا“ ويسجدوا له لكونه خالق السموات والارض . فلكي يفعلوا هذا عليهم ان يطيعوا شريعته . يقول الحكيم: ”اتق الله واحفظ وصاياه لان هذا هو (واجب) الانسان كله“ (جامعة ١٢ : ١٣). فمن دون إطاعة وصايا الله لا يمكن السجود ان يكون مرضيا له. ”هذه هي محبة الله ان نحفظ وصاياه“. ”من يحول اذنه عن سماع الشريعة فصلاته ايضا مكرهة“ (١ يوحنا ٥ : ٣ ؛ امثال ٢٨ : ٩). GC 477.1