ان واجب السجود لله مبني على حقيقة كونه هو الخالق وان كل الخلائق الاخرى مدينة بوجودها له. وفي كل موضع في الكتاب حيث يطلب من الناس تقديم الاكرام والسجود اليه من دون كل آلهة الوثنيين يُرى برهان قدرته كخالق: ”لان كل آلهة الشعوب اصنام اما الرب فقد صنع السموات“ (مزمور ٩٦ : ٥) ”فبمن تشبهونني فأساويه يقول القدوس. ارفعوا الى العلاء عيونكم وانظروا من خلق هذه“. ”هكذا قال الرب خالق السموات هو الله . مصور الا رض وصانعه ا. انا الرب وليس آخر“ (اشعياء ٤٠ : ٢٥ و ٢٦ ؛ ٤٥ : ١٨). وصاحب المزامير يقول: ”اعلموا ان الرب هو الله هو صنعنا وله نحن“. ”هلم نسجد ونركع ونجثوا أمام الرب خالقنا“ (مزمور ١٠٠ : ٣ ؛ ٩٥ : ٦). والخلائق المقدسة الذين يسجدون لله في السماء يذكرون سبب ولائهم له بقولهم: ”انت مستحق ايها الرب أن تأخذ المجد والكرامة والقدرة لانك انت خلقت كل الاشياء“ (رؤيا ٤ : ١١). GC 477.2
وفي رؤيا ١٤ يطلب من الناس ان يسجدوا للخالق . والنبوة ترينا جماعة من الناس الذين نتيجة للرسالة المثلثة يحفظون وصايا الله . واحدى هذه الوصايا (الرابعة) تشير مباشرة الى الله الخالق اذ تقول: ”واما اليوم السابع ففيه سبت للرب الهك ... لأن في ستة ايام صنع الرب السماء والارض والب حر وكل ما فيها واستراح في اليوم السابع لذلك بارك الرب يوم السبت وقدسه“ (خروج ٢٠ : ١٠ و ١١). زد على هذا قول الرب عن السبت انه: ”علامة ... لتعلموا اني انا الرب الهكم“ (حزقيال ٢٠ : ٢٠). والسبب المقدم هو هذا: ”لانه في ستة ايام صنع الرب السماء والارض وفي اليوم السابع استراح وتنفس“ (خروج ٣١ : ١٧). GC 478.1
”ان أهمية السبت على أنه تذكار للخلق هي كونه يذكرنا دائما بالسبب الحقيقي للعبادة اللائقة بالله“: لانه هو الخالق ونحن خلائقه. ”لذلك فالسبت هو في أساس العبادة لله لأنه يعلم هذا الحق العظيم بأعظم طريقة مؤثرة . ولا يوجد تشريع آخر أو نظام يفعل هذ ا. يكمن الاساس الحقيقي لكل انواع عبادة الله، بما فيها حفظ يوم السبت، في التمييز بين الخالق وخلائقه . هذه الحقيقة العظيمة لا يمكن ان تصير عقيمة، وينبغي الا تنسى اطلاقا“ (٣٤٤). فلكي تكون هذه الحقيقة ماثلة ابدا امام اذهان الن اس سن الله شريعة السبت في جنة عدن. وطالما ظلت حقيقة كونه خالقنا سببا يوجب عبادتنا اياه يظل السبت علامة له ومذكرا به . ولو كان جميع الناس يحفظون السبت لكانت افكارهم وعواطفهم تنعطف الى الخالق كموضوع للاكرام والعبادة، ولما وُجد عابد وثن أو كافر أو ملحد . ان حفظ السبت علامة من علائم الولاء للإله الحقيقي ”الذي صنع السماء والارض والبحر وينابيع المياه“. ويتبع ذلك ان الرسالة التي تأمر الناس بالسجود لله وحفظ وصاياه تأمرهم على الخصوص بحفظ الوصية الرابعة. GC 478.2
وعلى عكس اولئك الذين يحفظون وصايا الله وعندهم ايمان يسوع يشير الملاك الثالث الى فريق آخر ناطقا بانذار خطير ومخيف ضد اخطائهم وضلالاتهم، فيقول: ”ان كان احد يسجد للوحش ولصورته ويقبل سمته على جبهته او على يده فهو ايضا سيشرب من خمر غضب الله“ (رؤيا ١٤ : ٩ و ١٠). فلكي نفهم هذه الرسالة يتعين علينا ان نفسر الرموز المستعملة تفسيرا صحيح ا. فما الذي يرمز اليه الوحش والصورة والسمة؟ GC 479.1