يبدأ سلك النبوة الذي فيه توجد هذه الرموز في الاصحاح الثاني عشر من سفر الرؤيا بالتنين الذي طلب ان يهلك المسيح عند ولادته . و التنين يقال عنه انه الشيطان (رؤيا ١٢ : ٩). فهو الذي حرض هيرودس على قتل المخلص . لكنّ وسيلة الشيطان العظمى في محاربته للمسيح وشعبه في غضون القرون الاولى من التاريخ المسيحي كانت هي الامبراطورية الرومانية التي كانت الوثنية فيها هي الديانة السائدة . وهكذا ففي حين ان التنين يرمز مبدئيا الى الشيطان فانه بالمعنى الثاني رمز الى روما الوثنية. GC 479.2
وفي الاصحاح الثالث عشر (الاعداد ١ — ١٠) وصف لوحش آخر ”شبه نمر“ وقد اعطاه التنين ”قدرته وعرشه وسلطانا عظيما“. هذا الرمز، كما اعتقد غالبية البروتستانت، يرمز الى البابوية التي ارتقت الى القدرة والعرش والسلطان الذ ي كان قبلا للامبراطورية الرومانية القديمة . وقد أعلن عن هذا الوحش الشبيه بالنمر انه ”اعطي فماً يتكلم بعظائم وتجاديف ... ففتح فمه بالتجديف على الله ليجدف على اسمه وعلى مسكنه وعلى الساكنين في السماء . واعطي ان يصنع حربا مع القديس ين ويغلبهم . واعطي سلطانا على كل قبيلة ولسان وأمة“. هذه النبوة التي هي مطابقة تقريبا للوصف الذي جاء عن القرن الصغير الوارد في دانيال ٧ تشير بلا شك الى البابوية. GC 479.3
”واعطي سلطانا ان يفعل اثنين وأربعين شهرا“. ثم يقول النبي: ”ورأيت واحدا من رؤوسه ك أنه مذبوح للموت ” ثم يقول ايضا: ”ان كان احد يجمع سبيا فالى السبي يذهب . وان كان احد يقتل بالسيف فينبغي ان يقتل بالسيف“. ان الاثنين والاربعين شهرا تساوي تماما ”الزمان والزمانين ونصف الزمان“، ثلاث سنين ونصف او ١٢٦٠ يوما المذكورة في سفر دانيال ٧، وهو الزمن الذي كان السلطان البابوي سيضطهد فيه شعب الله . هذه الفترة بدأت عندما سادت البابوية كما قد تبين لنا من الفصول السابقة، اي في عام ٥٣٨ م، وانتهت في عام ١٧٩٨ م عندما أخذ البابا اسيراً عند الجيش الفرنسي . لقد جُرح السلطان البابوي جرحا مميتا وبذلك تمت النبوة الق ائلة: ”ان كان احد يجمع سبيا فالى السبي يذهب“. GC 480.1