ففي حين ان عابدي الله سيمتازون خصوصا بحفظهم للوصية الرابعة لان هذه هي رمز قدرته الخالقة وشهادة على حقه في اكرام الانسان وولائه له فان عابدي الوحش سيتميزون بمحاولاتهم لتمزيق تذكار الخالق لأجل رفع شريعة روما وتعظيمه ا. فلأجل يوم الاحد فرضت البابوية اولا مطالبها المتعجرفة (انظر التذييل)، وكان التجاؤها الاول الى سلطان الدولة لارغام الناس على حفظ يوم الاحد على انه ”يوم الرب“. لكنّ الكتاب يشير الى اليوم السابع لا الى اليوم الاول على انه يوم الرب . فلقد قال المسيح: ”ان ابن الانسان هو رب السبت ايضا“. والوصية الرابعة تعلن قائلة: ”اما اليوم السابع ففيه سبت للرب الهك“. والرب يحدده على لسان اشعياء النبي بالقول: ”يوم قدسي“ (مرقس ٢ : ٢٨ ؛ اشعياء ٥٨ : ١٣). GC 488.2
وان الادعاء الذي كثيرا ما يرد على الافو اه والذي يقول ان المسيح قد غير السبت يكذبه ويدحضه كلام المسيح نفسه . ففي موعظته على الجبل يقول: ”لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء . ما جئت لانقض بل لاكمل . فاني الحق اقول لكم الى ان تزول السماء والارض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يك ون الكل . فمن نقض احدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا يدعى اصغر في ملكوت السموات . اما من عمل وعلَّم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السموات“ (متى ٥ : ١٧ — ١٩). GC 489.1
انها حقيقة يسلم بها البروتستانت اجمالا ان الكتاب المقدس لا يعطي احدا سلطانا لتغيير السبت. هذا مب ين بكل وضوح في منشورات وزعتها جمعية النبذ الامريكية واتحاد مدارس الاحد الامريكية . واحدى هذه النشرات تعترف ”بصمت العهد الجديد المطبق حول إعطاء أمر قاطع عن يوم الراحة [الاحد، أول أيام الاسبوع] أو حول القواعد المحددة لحفظه“ (٣٤٩). GC 489.2
وهنالك نشرة اخرى تق ول : ”لم يحدث تغيير في اليوم حتى وقت موت المسيح“ (٣٥٠). ”وعلى قدر ما ترينا شهادة الكتاب فانهم (الرسل) لم... يقدموا امرا قاطعا يفرض على المسيحيين هجر اليوم السابع — السبت — وحفظ اليوم الاول من ايام الاسبوع“ (٣٥١). GC 489.3
يعترف اتباع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية ان كنيستهم هي التي غيرت يوم السبت ويعلنون ان حفظ البروتستانت يوم الاحد هو بمثابة اعتراف منهم بسلطانها. وفي كتاب ”خلاصة العقيدة الكاثوليكية“ للدين المسيحي نجد جوابا على السؤال عما هو اليوم الواجب حفظه اطاعة للوصية الرابعة، نجد هذه الحقيقة: ”في عهد الناموس القديم كان يوم السبت هو اليوم المقدس، لكنّ الكنيسة كما قد علمها يسوع المسيح وبموجب توجيهات روح الله، ابدلت يوم السبت بيوم الاحد، ولذلك فنحن الآن نقدس اليوم الاول لا السابع . ان يوم الاحد معناه، كما هو الآن، يوم الرب“. GC 489.4
وكرمز لسيادة الكنيسة الك اثوليكية يورد الكتَّاب البابويون ” ان مجرد ابدال السبت بالاحد، الذي يسمح به البروتستانت ... لانهم بحفظهم ليوم الاحد يعترفون بسلطان الكنيسة في رسم الاعياد وفي اصدار اوامر ملزمة لهم تحت الخطيئة“ (٣٥٢). إذاً فما هو إبدال السبت إلا أن يكون علامة أو سمة لسيادة كنيسة روما، ”سمة الوحش“؟ GC 490.1