ان الوحش ذا القرنين ”يجعل الجميع الصغار والكبار والاغنياء والفقراء والاحرار والعبيد تصنع لهم سمة على يدهم اليمنى او على جبهتهم وان لا يقدر احد ان يشتري او يب يع الا من له السمة او اسم الوحش او عدد اسمه“ (رؤيا ١٣ : ١٦ و ١٧). ان رسالة الملاك الثالث هي هذه: ”ان كان احد يسجد للوحش ولصورته ويقبل سمته على جبهته او على يده فهو ايضا سيشرب من خمر غضب الله“. (رؤيا ١٤ : ٩ و ١٠). ان ”الوحش“ المذكور في هذه الرسالة والذي يقوم الوحش ذو القرنين ويرغم الناس على السجود له هو الوحش الاول الذي يشبه النمر المذكور في رؤيا ١٣ — البابوية. ”وصورة الوحش“ ترمز الى صورة البروتستانتية المرتدة التي ستتكون عندما تطلب الكنائس البروتستانتية معونة السلطة المدنية لاجل اكراه الناس على ق بول عقائده ا. بقي علينا ان نحدد ”سمة الوحش“. GC 487.1
بعدما قدم التحذير من السجود للوحش وصورته تعلن النبوة قائلة : ”هنا الذين يحفظون وصايا الله وايمان يسوع“. فبما ان الذين يحفظون وصايا الله هم على طرفي نقيض مع من يسجدون للوحش ولصورته ويقبلون سمته يُستنتج ان حفظ شريعة الله على الجانب الواحد ومخالفتها على الجانب الآخر هو ما يجعل فارقا بين عابدي الله وعابدي الوحش. GC 487.2
ان الصفات الخاصة المميزة للوحش وبالتالي لصورته هي نقض وصايا الله . يقول دانيال عن القرن الصغير، البابوية: ”ويظن انه يغير الاوقات والسنة“ (دانيال ٧ : ٢٥)، وبولس يلقب تلك القوة وذلك السلطان نفسيهما ”انسان الخطيئة“ الذي كان سيرفع نفسه فوق الله . فكل من النبوتين مكملة للاخرى. والبابوية لم تستطع ان ترفع نفسها فوق الله الا بتغييرها شريعة الله، وأي من يحفظ الشريعة بعد تغييرها وهو عالم بذلك سيعطي اكراما ف ائقا لذلك السلطان الذي أحدث هذا التغيير . مثل هذه الطاعة للشرائع البابوية ستكون هي سمة الولاء للبابا بدلا من الله. GC 487.3
لقد حاولت البابوية تغيير شريعة الله . فالوصية الثانية التي تنهي عن تقديم العبادة او السجود للصور او التماثيل حذفت من الشريعة، والوصية الرابعة غ يرت بحيث رخص للناس بحفظ اليوم الاول بدلا من اليوم السابع، على انه يوم الراحة او السبت . لكن البابويين يقولون ان سبب حذفهم الوصية الثانية هو كونها غير ضرورية اذ انها متضمَّنة في الاولى وانهم انما يقدمون الشريعة للناس تماما كما قصد الله ان تفهم . هذا لا يمكن ان يكون التغيير الذي انب أ به النبي . ذلك انهم يقدمون تغييرا متعمدا مقصودا: ”يظن انه يغير الاوقات والسنة“ (دانيال ٧ : ٢٥). وحده التغيير الذي طرأ على الوصية الرابعة يتمم النوبة بالتمام . فالسلطة الوحيدة المزعومة في هذا هي سلطة الكنيسة، وهنا جاهر السلطان البابوي بالتعالي على الله. GC 488.1