ان الارتداد هو الذي ساق الكنيسة الاولى الى طلب معونة الحكومة المدنية، وهذا اعد الطريق لازدهار البابوية الوحش . لقد قال بولس: ”يأتي الارتداد ... ويستعلن انسان الخطيئة“ (٢ تسالونيكي ٢ : ٣). وهكذا فان الارتداد في الكنيسة سيهيئ الطريق لصورة الوحش. GC 484.2
يعلن ا لكتاب انه قبل مجيء الرب ستوجد حالة انحطاط ديني شبيهة بتلك التي كانت في القرون الاولى : ”في الايام الاخيرة ستأتي أزمنة صعبة لأن الناس يكونون محبين لانفسهم محبين للمال متعظمين مستكبرين مجدفين غير طائعين لوالديهم غير شاكرين دنسين بلا حنو بلا رضى ثا لبين عديمي النزاهة شرسين غير محبين للصلاح خائنين مقتحمين متصلفين محبين للذات دون محبة لله. لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها“ (٢ تيموثاوس ٣: ١ — ٥). ”ولكن الروح يقول صريحا انه في الازمنة الاخيرة يرتد قوم عن الايمان تابعين ار واحا مضلة وتعاليم شياطين“ (١ تيموثاوس ٤ : ١). ان الشيطان سيعمل ”بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة وبكل خديعة الاثم“. وكل من ”لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصو ا“ سيتركون ليقبلوا ”عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب“ (٢ تسالونيكي ٢: ٩ — ١١). فعندما يصل الناس الى حالة الكفر والضلال هذه فستتبع ذلك النتائج نفسها التي حدثت في القرون الاولى. GC 484.3
يعتبر كثيرون ان الاختلاف الكبير في العقيدة في الكنائس البروتستانتية برهان قاطع على انه لا يمكن بذل اي مسعى لفرض الوحدة على تلك الكنائس . ولكن وُجد مدى سنين كثيرة ميل متزايد وقوي في الكنائس التي تع تنق العقيدة البروتستانتية الى الوحدة مبني على المشابهة في العقائد . فلكي يتحقق هذا الاتحاد فان المجادلة في المواضيع المختلف عليها — مهما يكن مبلغ اهميتها من وجهة النظر الكتابية — ينبغي بالضرورة التنازل عنها. GC 486.1
لقد أعلن تشارلس بيتشر في عظة القاها في عام ١٨٤٦ قائلا ان خدمة ”الطوائف الانجيلية البروتستانتية فضلا عن كونها مكونة على طول الخط تحت ضغط هائل من مجرد خشية الناس فان افرادها يعيشون ويتحركون ويتنفسون في احوال فاسدة في جوهرها وفي كل ساعة يستنجدون بكل عنصر سافل في طبيعتهم ليبكم صوت الحق وينحني ساجدا امام قوة الارتداد .أفلم تكن هذه هي الطريقة التي سارت عليها الامور في روما ؟ السنا نعيش حياتها من جديد ؟ وما الذي نراه امامنا ؟ جمعية عمومية اخرى ! مؤتمرا للعالم ! حلفا انجيليا وعقيدة شاملة!“ (٣٤٨). ومتى تم هذا ففي محاولة للوصول الى الاتحاد الكامل سيكون ذلك اذاً خطوة نحو الالتجاء الى القوة والعنف. GC 486.2
عندما تتحد امهات الكنائس في الولايات المتحدة في اتفاقها على مواد العقيدة التي تشترك كلها فيها فهي تؤثر على الدولة لتنفذ قراراتها وتسند وتدعم انظمتها وقوانينها فتكون امريكا البروتستانتية قد عملت بذلك صورة لحكومة روما البابوية، وسيكون من نتائج ذلك حتماً انها توقع عقوبات دنيوية على المنشقين. GC 486.3