ان شفاعة المسيح في القدس الأعلى لاجل الانسان امر جوهري جدا لتدبير الخلاص كما كان موته على الصليب . فبموته بدأ ذلك العمل الذي بعد قيامته صعد ليكمله في السماء . وينبغي لنا أن ندخل بالايمان الى ما داخل الحجاب: ”حيث دخل يسوع كسابق لاجلنا“ (عبرانيين ٦ : ٢٠). فنور صليب جلجثة ينعكس على ذلك المكان، وفيه نحصل على ادراك اوضح لاسرار الفداء . وخلاص الانسان قد اكمل بعدما دفعت السماء كلفة باهظة غير محدودة. والذبيحة التي قُدمت كافية لسد كل مطالب الشريعة التي انتهكت على اوسع مدى . لقد فتح يسوع الطريق الى عرش أبيه، وبواسطته تُقدَّم امام الله كل الرغبات المخلصة التي تجيش في قلب كل من يأتون اليه بايمان. GC 533.1
”من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقر بها ويتركها يرحم“ (امثال ٢٨ : ١٣). لو عرف الذين يكتمون اخطاءهم وينتحلون لها الاعذار ورأوا كم يفرح الشيطان بهم وكيف يعيِّر المسيحَ والملائكةَ القديسين بمسلك هؤلاء الناس لكانوا اسرعوا في الاعتراف بخطاياهم وطرحها بعيدا عنهم . فعن طريق النقائص الاخلاقية يحاول الشيطان ان يسيطر على كل ا لعقل، وهو يعلم انه سينجح لو تعلق المرء به ا. لذلك يعمل الشيطان دائما على تضليل تابعي المسيح بمغالطته المميتة القائلة انه يستحيل عليهم ان ينتصروا. لكنّ يسوع يتوسل لاجلهم بحق يديه المثقوبتين وجسده المسحوق، ويعلن لكل من يرغب في اتِّباعه قائلا: ”تكفيك نعمتي“ (٢كورنثوس ١٢ : ٩). ”احملوا نيري عليكم وتعلموا مني لاني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم لان نيري هين وحملي خفيف“ GC 533.2
(متى ١١ : ٢٩ و ٣٠). فلا يعتبرنَّ احدنا أن نقائصه تس تعصى على العلاج، فالله سيعطي ايمانا ونعمة للانتصار عليها. GC 534.1
اننا الآن عائشون في يوم الكفارة العظيم . في أثناء الخدمة الرمزية لما كان رئيس الكهنة يقوم بعملية التكفير عن اسرائيل كان يُطلب من الجميع ان يذللوا أنفسهم بالتوبة عن الخطيئة والاتضاع أمام ا لرب لئلا يُقطعوا من بين الشعب . وكذلك كل من يرغبون في أن تبقى اسماؤهم في سفر الحياة، عليهم الآن في الايام القليلة الباقية من أيام الامتحان ان يذللوا أنفسهم أمام الله بالحزن على الخطيئة والتوبة الصادقة . ينبغي لهم أن يفحصوا قلوبهم فحصا عميقا بكل امانة . ان تلك الروح المستخفة المستهترة التي انغمس فيها كثيرون من المعترفين بالمسيح ينبغي طرحها بعيد ا. فثمة حرب جادة صارمة أمام كل من يرغبون في قهر ميولهم الشريرة التي تحاول السيطرة عليهم . وعملية الاستعداد هي عمل فردي، فلسنا نخلص كجماعات . وطهارة انسان لا تعوِّض عن نقص آخر . فمع ان كل الامم ستقف أمام الله للدينونة فهو سيمتحن قضية كل فرد بكل دقة واختبار فاحص كما لو لم يكن انسان آخر عائشا على الارض . ينبغي ان يمتحن كل انسان ويوجد بلا دنس أو غضن أو شيء من مثل ذلك. GC 534.2
ان المشاهد المتصلة بعمل الكفارة الختامي خطيرة ومقدسة . والمصالح المشتملة عليه مهمة جد ا. والدينونة جارية الآن في المقدس السماوي . وقد ظل هذا العمل متقدما سنين طويلة . وستمر تلك الدينونة سريعا الى قضايا الاحياء، وليس من يعرف مقدار تلك السرعة . وفي محضر الله الر هيب ستراجع حياتنا. وفي هذا الوقت أكثر من كل وقت آخر يليق بكل نفس ان تلتفت الى انذار المخلص القائل: ”اسهروا وصلوا لانكم لا تعلمون متى يكون الوقت“ (مرقس ١٣ : ٣٣). ”فاني ان لم تسهر أقدم عليك كلص ولا تعلم أية ساعة أقدم عليك“ (رؤيا ٣ : ٣). GC 534.3