لقد قدم الله في كتابه البرهان الناصع الحاسم على انه لا بد ان يعاقب كل من يتعدون شريعته . فاولئك الذين يخدعون ا نفسهم بالقول ان الله أرحم من أن ينفذ عدالته في الخاطئ عليهم فقط ان ينظروا الى صليب جلجثة . ان موت ابن الله الذي بلا عيب هو شهادة صريحة على ان ”أجرة الخطيئة هي موت“، وان كل انتهاك لشريعة الله لا بد ان يوقع بالخاطئ الجزاء العادل . ان المسيح الذي بلا خطيئة صار خطيئة لأجل الانسان . لقد حمل جرم الخطيئة واحتجاب وجه الآب عنه حتى لقد انسحق قلبه وازهقت روحه . وقد قُدمت كل هذه التضحية لكي يُفتدى الخطاة . ولم تكن هنالك طريقة اخرى يتحرر بها الانسان من قصاص الخطيئة . فكل نفس ترفض الاستفادة من الكفارة التي قد أعدت بهذه الكلفة العظيمة لا بد من ان يتحمل صاحبها بنفسه جريمة التعدي وقصاصه. GC 586.3
لنتأمل مليا في ما يعلم به الكتاب ايضا عن الأشرار وغير التائبين الذين يحاول الذين يعتقدون بالخلاص لجميع الناس اخيرا أن يجعلوهم في السماء كالملائكة القديسين المغبوطين. GC 587.1
”أنا أعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجانا“ (رؤيا ٢١ : ٦). هذا الوعد مقدم الى العطاش وحدهم . ولا يمكن ان يُعطى الا لمن يحسون بحاجتهم الى ماء الحياة ويطلبونه حتى لو خسروا كل ما عداه. ”من يغلب يرث كل شيء وأكون له إلهاً وهو يكون لي ابناً“ (رؤيا ٢١ : ٧). هنا ايضا يحدد الرب الشروط . فلكي نرث كل شيء علينا اولا ان نقاوم الخطيئة وننتصر عليها. GC 587.2