وفي يوم الخمسين أعلن بطرس عن رئيس الآباء داود: ”انه مات ودُفن وقبره عندنا حتى هذا اليوم“، ”لأن داود لم يصعد الى السموات“ (أعمال ٢ : ٢٩ و ٣٤). ان حقيقة كون داود باقِ في القبر الى يوم القيامة هي برهان على كون الابرار لا يذهبون الى السماء عند الموت . انما فقط بواسطة القيامة وبفضل حقيقة ان المسيح قد قام يمكن لداود ان يجلس اخيرا عن يمين الله . وقد قال بولس: ”لأنه ان كان الموتى لا يقومون فلا يكون المسيح قد قام . وان لم يكن المسيح قد قام فباطل ايمانكم . انتم بعد في خطاياكم . اذاً الذين رقدوا في المسيح ايضا هلكوا (١ كورنثوس ١٥ : ١٦ — ١٨). فاذا كان الابرار قد ذهبوا تواً الى السماء لمدة اربعة آلاف سنة حال موتهم فكيف أمكن لبولس ان يقول انه اذا لم تكن قيامة ”فالذين رقدوا في المسيح ايضا هلكوا“ ؟ اذاً فلم تكن ثمة ضرورة للقيامة. GC 593.2
ان تندل الشهيد وهو يشير الى حالة الموتى أعلن قائلا: ”انني اعترف جهارا انني غير مقتنع انهم الآن في ملْءِ المجد الذي يوجد فيه المسيح او المجد الذي فيه الملائكة المختارون . وليس هو من مواد ايماني. لأنه ان كان الامر كذلك فأنا لا أرى الا ان الكرازة بقيامة الجسد امر عبث“ (٣٥٤). GC 594.1
انها حقيقة لا تنكر ان رجاء الخلود في السعادة عند الموت قد ادى الى تفشي اهمال عقيدة القيامة في الكتاب . وقد أبدى الدكتور آدم كلارك ملاحظة حول هذا الانحراف فقال: ”يبدو ان عقيدة القيامة كان المسيحيون الاولون يظنون أن لها قيمة وأهمية أعظم مما هي الآن ! وكيف هذا ؟ لقد كان الرسل يشددون عليها باستمرار وكانوا يحضون شعب الله على الاجتهاد والطاعة والفرح عن طريقه ا. لكنّ تابعيهم في هذه الايام قلما يذكرونها ! هكذا كرز الرسل وهكذا آمن المسيحيون الاولون، وهكذا نحن نكرز وهكذا يؤمن سامعون ا. ولا توجد في الكتاب عقيدة زاد التشديد عليها اكثر من ه ذه، ولا يوجد تعليم في نظام كرازتنا الحاضر يعامل باهمال اكثر من هذا التعليم !“ (٣٥٥). GC 594.2
وقد ظل الحال هكذا الى ان كاد حق القيامة يخفى ويغيب عن أنظار العالم المسيحي. ان كاتبا دينيا مشهورا وهو يعلق على قول بولس الوارد في ١تسالونيكي ٤ : ١٣ — ١٨ قال: ”لكل اغراض العزاء العملية نجد ان عقيدة خلود الابرار المبارك تتخذ بالنسبة الينا مكان عقيدة مجيء الرب الثاني المشكوك فيه ا. ففي موتنا يجيء الرب لأجلن ا. وهذا ما يجب ان ننتظره ونسهر لأجله . لقد انتقل الاموات الى المجد من قبل . وهم لا ينتظرو ن البوق لأجل محاكمتهم وسعادتهم“. GC 594.3