يحاول كثيرون ان يعللوا ظهور الارواح فينسبونه الى الخداع وخفة اليد من جانب الوسطاء . ولكن مع حقيقة كون نتائج الاحتيال هذه كثيرا ما صورت على انها ظهورات حقيقية لوحظت ايضا بعض مظاهر قوة فائقة الطبيعة . ان القرع الغامض العجيب الذي بدئ به في عملية مناجاة الارواح الحديثة لم يكن نتيجة احتيال او دهاء بشري، بل كان عمل الملائكة الاشرار المباشر الذين ادخلوا ضلالة من انجح الضلالات لاهلاك النفوس . ان كثيرين سيؤخذون في الشرك بسبب الاعتقاد ان مناجاة الارواح هي مجرد خدعة بشرية، فمتى وقفوا وجها لوجه أمام ظهورات لم يسعهم الا ان يعتبروها مظاهر خارقة فسينخدعون وسينتهون الى الاعتقاد انها قوة الله العظيمة. GC 600.1
هؤلاء الناس يغفلون شهادة الكتاب المقدس عن العجائب التي صنعها الشيطان وأعوانه . فبمساعدة الشيطان استطاع سحرة فرعون ان يزيفوا عمل الله. وها هو بولس يعلن انه قبل المجيء الثاني للمسيح ستكون هنالك مظاه ر مماثلة لقوة الشيطان . فسيسبق عمل الرب ”عمل الشيطان بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة . وبكل خديعة الاثم“ (٢ تسالونيكي ٢ : ٩ و ١٠). والرسول يوحنا وهو يصف قوة صنع المعجزات التي ستظهر في الايام الاخيرة يعلن قائلا: ”ويصنع آيات عظيمة حتى انه يجعل نارا تنزل من السماء على الارض قدام الناس. ويضل الساكنين على الارض بالآيات التي اعطي ان يصنعها“ (رؤيا ١٣ : ١٣ و ١٤). فالذي انبئ به هنا ليس هو مجرد احتيال . فالناس ينخدعون بالآيات التي يستطيع أعوان الشيطان ان يصنعوها لا بما يتظاهرون بعمله. GC 600.2