نعم،ان مناجاة الارواح تغير الآن شكلها، واذ تخفي بعضا من معالمها غير المقبولة تبدو في هيئة مسيحية . لكنّ تصريحاتها من المنبر والمنصة والصحف ظلت امام الجماهير سنين طويلة، وفي هذه كلها انكشفت صفتها الحقيقية للجميع، وهذه التعاليم لا يمكن اخفاؤها او انكارها. GC 606.1
وحتى في شكلها الحاضر هي أبعد من أن تكون محتملة أو متسامحا معها بالقياس الى ماضيها، بل هي اشد خطرا لكونها اعظم خبثا وخداع ا. ففي حين انها كانت في البدء تشهِّر بالمسيح وبالكتاب المقدس فهي الآن تعترف بقبول الاثنين، لكنّ الكتاب يُفسر بطريقة تسر القلب غير المتجدد وترضيه في حين ان حقائقه الخطيرة الحيوية صارت عديمة التأثير . فالمحبة تعتبر اعظم صفات الله لكنها تنحط لتصبح رقة وعواطف ضعيفة لا تفرق كثيرا بين الخير والشر . ثم ان عدل الله، وذمَّة الخطيئة، ومطالب شريعته المقدسة كلها تقصى بعيدا عن الأنظار. والشعب يتعلم ان الوصايا العشر خطاب حرف ميت . والخرافات المسرة التي تخلب الألباب تأسر المشاعر وتجعل الناس يرفضون الكتاب كأساس لايمانهم. وفي الواقع يُنكر المسيح كما من قبل، لكنّ الشيطان قد أعمى أذهان الناس وعيونهم بحيث لا يفطن أحد الى الخدعة. GC 606.2
قليلون هم الذين لديهم اي ادراك عادل لقوة بدعة مناجاة الارواح الخادع ة وخطر الوقوع تحت تأثيره ا. وكثيرون يتحرشون بها لمجرد اشباع فضولهم . انهم لا يؤمنون بها ايمانا حقيقيا وهم يمتلأون فزعا ورعبا لمجرد فكرة اخضاع انفسهم لسيطرة الروح . لكنهم يجازفون بالدخول الى الارض الحرام . وهنا يستخدم المهلك الجبار قوته وسلطانه معهم على رغم ار ادتهم. فلو أمكن استمالتهم مرة لاخضاع عقولهم لتوجيهه فهو سيأسرهم ويستحيل عليهم بقوتهم الذاتية ان يتخلصوا من رقيته الخادعة المغرية الساحرة . ولا شيء غير قدرة الله التي تمنح اجابة لصلاة الايمان الحارة يستطيع ان ينقذ هذه النفوس التي علقت في الفخ. GC 606.3
ان كل من لهم نو ازع خاطئة في اخلاقهم او يحتضنون خطيئة معروفة في اصرار يرحبون بتجارب الشيطان . فهم يفصلون انفسهم عن الله ورعاية ملائكته وحراستهم. واذ يقدم اليهم الشرير ضلالاته فلكونهم مجردين من كل وسائل الدفاع يسقطون بين يديه غنيمة باردة . والذين يضعون أنفسهم هكذا تحت سلطانه قلما يعرفون الى اين ينتهي بهم المطاف . فاذ يسقطهم المجرب سقوطا كاملا فهو يستخدمهم آلات في يده لتضليل الآخرين وايقاعهم في الهلاك. GC 607.1