لا ضلالة يقبلها المسيحيون تستطيع أن توجه ضرباتها الجر يئة ضد سلطان السماء وتناقض مباشرة أحكام العقل وتتمخض عن نتائج وبيلة اكثر من العقيدة العصرية التي قد رسخت قدمها بسرعة والقائلة بان شريعة الله ما عادت ملزمة للناس. لكل دولة شرائعها التي تأمر بالاكرام والطاعة، ولا يمكن لحكومة أن يكون لها وجود من دونها، فهل يُع قل ان خالق السموات والارض لا تكون لديه شريعة بها يحكم الخلائق التي صنعها ؟ هب ان الخدام المشهورين يعلمون جهارا بان الشرائع التي تحكم بلادهم وتصون حقوق المواطنين ليست ملزمة للناس وانها قيدت حريات الشعب فينبغي الا تطاع، فكم من الوقت يظل الناس متسامحين معهم ويسمحون لهم بالبقاء في منابرهم ؟ ولكن هل الاستخفاف بقوانين الدول والامم اهانة اعظم من الدوس على الوصايا الالهية التي هي أساس كل حكومة ؟ GC 633.1
قد يكون اكثر مناسبة ان تلغي الامم قوانينها وتسمح لشعوبها بان يفعلوا ما يحلو لهم من أن يلغي حاكم الكون شريعته و يترك العالم من دون قانون يدين المذنب أو يبرر المطيع . فهل نريد أن نعرف نتيجة إبطال شريعة الله ؟ لقد اجريت هذه التجربة، فكانت المشاهد التي حدثت في فرنسا مرعبة عندما صار الالحاد هو القوة الحاكمة . حينئذ اتضح للعالم ان طرح الروادع التي قد فرضها الله جانبا معناه قبول حكم أقسى الطغاة . فعندما يلقي مقياس البر جانبا يفسح المجال لسلطان الشر ليوطد سلطانه في الارض. GC 633.2
وأينما يرفض الناس وصايا الله لا تعود الخطيئة تبدو خاطئة ولا البر مقبولا . وأولئك الذين يرفضون الخضوع لحكم الله ليسوا أهلا لحكم أنفسهم اطلاق ا. وعن طريق تعاليمه م الوبيلة تتأصل روح التمرد في قلوب الصغار والشباب الذين هم بطبعهم متبرمون بكل سيادة تفرض عليهم، وينتج من ذلك ان تصير حالة المجتمع حالة تمرد وتهور . ان جماهير الناس فيما هم يسخرون من سلامة نية من يطيعون مطالب الله انما يقبلون ضلالات الشيطان بتلهُّف . انهم يطل قون لشهواتهم العنان ويرتكبون الخطايا التي أوقعت الدينونة على الوثنيين. GC 633.3