ثم ان الشيطان يعمل ايضا من خلال العناصر ليجمع حصاده من النفوس غير المتأهبة . لقد درس أسرار معامل الطبيعة، وهو يبذل كل ما في قدرته ليسيطر على العناصر بقدر ما يسمح له به الله . فعندما سُمح له بان يبتلي أيوب سرعان ما اكتسح قطعانه ومواشيه وعبيده وبيوته واولاده في بلايا متتابعة . ان الله هو الذي يحمي خلائقه ويسيج حولهم حتى لا يهلكهم المهلك . لكنّ العالم المسيحي برهن على احتقاره شريعة الرب، والرب سيفعل ما أعلن انه سيفعله: ”يمنع بركاته عن الأرض ويرفع رعايته الحافظة بعيدا عمّن يتمردون على شريعته ويعلّمون غيرهم ويرغمونهم ع لى ذلك التمرد . ثم ان للشيطان سلطانا على كل من لا يحرسهم الله حراسة خاصة . وهو سيرضى عن البعض وينجحهم لكي يعضد مكايده، وسيوقع المتاعب والآلام بآخرين ويُقنع الناس بان الله هو من يفعل ذلك. GC 638.2
فاذ يُظهر الشيطان نفسه لبني الانسان كالطبي ب العظيم الذي يستطيع ابراء كل اسقامهم فهو سيأتي بالامراض والكوارث الى ان تصير المدن العظيمة العامرة بالناس خرابا يباب ا. وحتى الآن هو يعمل . ففي الكوارث والفواجع التي تحدث في البحار وعلى اليابسة وفي الحرائق الهائلة والاعاصير العظيمة والمطر والبَرد المخيف وا لزوابع والسيول والعواصف وأمواج المد والزلازل في كل مكان وبآلاف الاشكال، في هذه كلها يستخدم الشيطان قوته وسلطانه . انه يكتسح المحاصيل الناضجة للحصاد فتجيء في اذيال ذلك المجاعات والضيقات والكروب . وهو يطلق في الجو روائح عفنة قاتلة فيهلك آلاف الناس بالوباء . وهذه الكوارث ستصير أكثر واكثر في وتيرة حدوثها وفي شدة النوائب التي ستحدثه ا. وسيحل الهلاك بالانسان والحيوان: ”ناحت ذبلت الارض“. ”حزن مرتفعو شعب الارض . والارض تدنست تحت سكانها لانهم تعدوا الشرائع غيروا الفريضة . نكثوا العهد الابدي“ (اشعياء ٢٤ : ٤ ، ٥). GC 638.3
وحينئذ سيقنع ذلك المخادع الاعظم الناس بان من يخدمون الله هم مسببو كل هذه الشرور . والناس الذين قد اثاروا غضب السماء سيوقعون تبعة متاعبهم ومصائبهم على الذين طاعتهم لوصايا الله هي توبيخ دائم لشرور أولئك العصاة. وسيُعلن ان الناس يغيظون الله بتعديهم شريعة يوم الاحد، وان هذه الخطيئة قد جلبت كل تلك المصائب التي لن تكف حتى يعود الناس الى حفظ يوم الاحد وينفذون ذلك بكل دقة، وان الذين يطالبون بحفظ الوصية الرابعة وبذلك يقوضون إكرام يوم الاحد ويدنسونه هم مكدرو الشعب، اذ يمنعونهم من استرداد رضى الله ونجاحهم المادي . وهكذا فتلك التهمة التي وقعت في القديم على خادم الله ستتكرر على الاسس نفسها التي بُني عليها الاتهام الاول، ”ولما رأى أخآب ايليا قال له أخآب أأنت هو مكدر اسرائيل . فقال لم أكدر اسرائيل بل أنت وبيت أبيك بترككم وصايا الرب وبسيرك وراء البعليم“ (١ ملوك ٨١ : ٧١ ، ٨١). واذ تثير التهم الكاذبة غضب الناس فسيتخذون ضد سفراء الله إجراء كثير الشبه بذاك الذي اتخذه اسرائيل المرتد ضد ايليا. GC 639.1