ان القوة صانعة المعجزات التي تظهر عن طريق مناجاة الارواح سيبدو تأثيرها ضد الذين يختارون اطاعة الله اكثر من الناس . والاتصالات بالارواح ستعلن ان الله قد أرسلها لاقناع رافضي يوم الاحد بخطئهم وضلالهم، مؤكدة لهم ان قوانين البلاد ينبغي اطاعتها كما لو كانت هي شريعة الله . وستندب شر العالم العظيم وتدعم شهادة معلمي الدين بان انحطاط الاخلاق سببه تدنيس يوم الاحد. وسيثور غضب عظيم ضد كل من يرفضون قبول شهادتهم. GC 640.1
ان سياسة الشيطان في حربه الاخيرة هذه ضد شعب الله هي السياسة نفسها التي اتخذها عند بدء الصراع الهائل في السماء . لقد ادعى انه انما يحاول توطيد حكم الله بينما هو في الخفاء يبذل كل جهد لتقويضه . العمل ذاته الذي كان يحاول إنجازه ا تَّهم به الملائكة الامناء . وسياسة الخداع اياها هي الطابع الذي يتميز به تاريخ كنيسة روم ا. لقد اعترفت بانها تقوم بدور نائب السماء، في حين انها كانت تحاول أن ترفع نفسها فوق الله وان تغيِّر شريعته . وتحت حكم روما اتهم الذين ذاقوا الموت لاجل ولائهم للانجيل بانهم ف اعلو شر متحالفون مع الشيطان ،وقد استخدمت كل الوسائل لالحاق العار بهم لكي يظهروا أمام عيون الشعب وحتى أمام أنفسهم أنهم شر المجرمين . وهكذا ستكون الحال الآن . ففيما يحاول الشيطان اهلاك الذين يكرمون شريعة الله سيجعلهم يُتهمون بانهم يكسرون الشريعة ويهينون الله ويجلبون الضربات على العالم. GC 640.2
ان الله لا يرغم الارادة أو الضمير على عمل شيء . لكنّ الشيطان يدأب دائما في الارغام بواسطة القسوة لكي يسيطر على الذين لا يستطيع أن يخدعهم بغير ذلك . فعن طريق الخوف أو العنف يحاول التحكم في الضمير ليظفر بالولاء لنفسه . فلكي يتم له هذ ا يقوم بعمله عن طريق السلطات الدينية والدنيوية اذ يحرضهم على تنفيذ الشرائع البشرية متحدِّين في ذلك شريعة الله. GC 640.3
ان من يكرمون السبت كما هو وارد في الكتاب المقدس سيعيَّرون كأعداء للقانون والنظام، وكمن يهدمون الروادع الأدبية للمجتمع ويسببون الفوضى والفساد، ويست مطرون دينونة الله على الارض . وسيُعتبَر تحفُّظهم المنبعث من ضمير حي عنادا وصلابة رأي واحتقارا للسلطات . وسيتهمون باضمار الكراهية للحكومة. والخدام الذين ينكرون حق شريعة الله سيقدمون من على المنبر نصائح تحث الشعب على اطاعة السلطات كترتيب الهي . وفي دور التشريع ودور القضاء ستشوه اخلاق حافظي الوصية ويدانون . وستفسر أقوالهم تفسيرا كاذبا، وستُنعت بواعثهم بأسوإ النعوت. GC 641.1
واذ ترفض الكنائس البروتستانتية الحجة الكتابية الواضحة في الدفاع عن شريعة الله فسيتوقون الى إسكات الذين لا يمكنهم هدم ايمانهم بالكتاب . ومع انهم يتعامون عن الحقيقة فانهم الآن يتخذون اجراء يؤدي الى اضطهاد أولئك الذين بسلامة نية يرفضون عمل ما يعمله باقي الناس في العالم المسيحي الذين يعترفون بمطالب السبت البابوي. GC 641.2
سيتحد أحبار الكنيسة والدولة معا في ارشاء كل الطبقات أو اقناعها وإرغامها على اكرام يوم الاحد . والافتقار الى سلطة الهية ستقوم مقامه التشريعات الجائرة . والفساد السياسي يلاشي محبة الحق والعدل والاعتبار للحق، وحتى في أمريكا الحرة لكي يحصل الحكام والمشرعون على رضى الجمهور يخضعون لمطلب الجماهير باصدار تشريع يلزم الناس حفظ يوم الاحد. ولن تحترم بعد الآن حرية الضمير التي كلفت أصحابها تضحيات هائلة . وفي الصراع الوشيك الوقوع سنرى كلمات النبي ممثلة أمامنا اذ يقول: ”فغضب التنين على المرأة وذهب ليصنع حربا مع باقي نسلها الذين يحفظون وصايا الله وعندهم شهادة يسوع المسيح“ (رؤيا ١٢ : ١٧). GC 641.3