”الى الشريعة والى الشهادة . ان لم يقولوا مثل هذا القول فليس لهم فجر“ (اشعياء ٨ : ٢٠). يُوجَّه شعب الله الى الكتاب كحافظ لهم من تأثير المعلمين الكذبة وقوة أرواح الظلمة المضلة . ويستخدم الشيطان كل حيلة ممكن ة ليحول بين الناس وحصولهم على معرفة الكتاب، لان أقواله الصريحة تفضح مخاتلاته. وفي كل انتعاش لعمل الله ينهض سلطان الشر ليبذل جهدا اعظم ونشاطا أوفر . وهو الآن يبذل قصارى جهده لحرب أخيرة يثيرها ضد المسيح وتابعيه. والخدعة الاخيرة ستظهر أمامنا عن قريب . فالمسيح الدجال سيمارس اعماله العجيبة أمام أنظارن ا. وسيكون تقليده دقيقا جدا بحيث يشبه الحقيقي، وهكذا يستحيل التمييز بين الاثنين الا بواسطة الكتاب المقدس . فبواسطة شهادته ينبغي فحص كل بيان وكل معجزة. GC 642.1
سيتعرض الذين يحاولون اطاعة كل وصايا الله للمقاومة والسخرية . لكنهم يستطيعون الثبات في الله وحده . ولكي يحتملوا التجربة المقبلة عليهم يجب ان يفهموا ارادة الله كما هي معلنة في كلمته، ويستطيعون اكرامه فقط بقدر ما يكون عندهم ادراك صحيح لصفاته وحكمه ومقاصده ويعملون طبقا له ا. وليس غير الذين قد حصنوا عقولهم بحقائق الكتاب يثبتون في هذا الصراع الاخير العظيم . هذا الاختبار الفاحص ستمر به كل نفس: هل أطيع الله أكثر من الناس؟ الساعة الحاسمة قريبة الآن . فهل اقدامنا راسخة على صخرة كلمة الله الثابتة؟ وهل نحن متأهبون لان نقف ثابتين دفاعا عن وصايا الله وايمان يسوع؟ GC 642.2
أوضح المخلص لتلاميذه قبل صلبه انه سيُقتل ويقوم ثانية من القبر، وكان الملائكة حاضرين ليرسخوا هذه الاقوال في عقولهم وقلوبهم . لكنّ التلاميذ كانوا ينتظرون الخلاص الزمني من نير الرومان فلم يستطيعوا احتمال فكرة كون ذلك الذي قد تركزت فيه كل آمالهم ينبغي ان يقاسي موتا مشين ا. والاقوال الت ي كانوا في حاجة الى ان يذكروها غابت عن اذهانهم، وعندما جاء وقت التجربة وجدتهم على غير استعداد . ان موت يسوع قد حطم آمالهم بالتمام كما لو لم يكن قد سبق فأنذرهم . كذلك في النبوات نجد المستقبل واضحا أمامنا بكل جلاء كما كان واضحا أمام التلاميذ بواسطة أقوال المسي ح. فالحوادث المتصلة بانتهاء زمن النعمة وعمل الاستعداد لزمان الضيق معروضة بوضوح . لكن جماهير من الناس لا يدركون من هذه الحقائق المهمة أكثر مما لو لم تكن قد أعلنت . فالشيطان ينتظر ليختطف بعيدا كل تأثير يمكن أن يجعلهم حكماء في شأن الخلاص، وسيجدهم زمان الضيق غير مستعدين. GC 643.1
عندما يرسل الله الى العالم انذارات مهمة جدا بحيث تُصوَّر على انها معلنة بواسطة الملائكة القديسين وهم طائرون في وسط السماء فانه يطلب من كل انسان موهوب بقوى التفكير والتعقل ان يلتفت الى الرسالة ويعيه ا. ان الضربات المخيفة المقضي بها ضد عبادة الوحش وصورته (رؤيا ١٤ : ٩ — ١١) ينبغي ان تقود الكل لدرس النبوات باجتهاد ليتعلموا ما هي سمة الوحش وكيف يمكنهم تجنب قبوله ا. لكن جموع الناس يحولون آذانهم عن سماع الحق فيميلون الى الخرافات. فالرسول بولس وهو ينظر الى الامام الى الايام الاخيرة يعلن قائلا: ”لانه سي كون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح“ (٢ تيموثاوس ٤ : ٣). وها قد جاء ذلك الوقت . فجماهير الناس لا يريدون الحق الكتابي لانه يتدخل في رغبات القلب الخاطئ المحب للعالم، والشيطان يقدم اليهم المخاتلات والمخادعات التي يحبونها. GC 643.2