لكنّ الله سيكون له على الارض شعب يحفظون الكتاب المقدس والكتاب المقدس وحده، كمقياس لكل التعاليم وأساس كل الاصلاحات . فلا آراء العلماء أو استنتاجات العلم ولا عقائد المجامع الكنسية أو قراراتها، التي هي كثيرة ومختلفة بنسبة الكنائس التي تمثلها، وصوت الاغلبية — كل هذه لا ينبغي اعتبارها، منفردة أو مجتمعة، برهانا في جانب أي فقرة من العقيدة الدينية أو ضدها. فقبل قبول أي تعليم أو وصية ينبغي أن نسأل ما اذا كان مستندا الى قول الرب أم لا. وهل هو يتفق مع: ”هكذا قال الرب“. GC 644.1
يحاول الشيطان دائما أن يوجه الانظار الى الانسان بدلا من توجيهها الى الله. ويجعل الناس يتطلعون الى الاساقفة والرعاة وأساتذة اللاهوت كمرشدين لهم بدلا من ان يفتشوا الكتب ليعرفوا واجبهم نحو انفسهم . وحينئذ اذ يسيطر على عقول هؤلاء القادة يمكنه أن يؤثر في الجماهير حسب ارادته. GC 644.2
عندما جاء المسيح ليتكلم بكلام الحياة سمعه عامة الشعب بسرور، وكثيرون حتى من الكهنة والرؤساء آمنوا به . لكنّ رئيس الكهنة وقادة الامة عقدوا العزم على ادانته ورفض تعاليمه . ومع انهم اخفقوا في كل محاولاتهم في ان يجدوا شكاية ضده، ولم يسعهم إلا أن يحسوا بتأثير القوة الالهية والحكمة المصاحبة لاقواله، فقد حبسوا انفسهم في نطاق التعصب ورفضوا انصع البراهين على كونه مسيا لئلا يضطروا الى ان يصيروا له تلاميذ . كان خصوم يسوع هؤلاء قوما تعلم الشعب منذ نعومة اظفارهم ان يكرموهم، واعتادوا الانحناء أمام سلطانهم بكل ثقة . وقد تساءل الناس قائلين: ”كيف لا يؤمن رؤساؤنا وكتبتنا العلماء بيسوع ؟ أما كان هؤلاء القوم الاتقياء يقبلونه لو كان هو المسيح؟“ ان نفوذ مثل هؤلاء المعلمين هو الذي قاد الامة اليهودية الى رفض فاديها. GC 644.3
وتلك الروح التي حرّضت أولئك الكهنة والرؤساء لا يزال يظهرهاكثيرون ممن يدعون التقوى والقداسة . انهم يرفضون فحص شهادة الكتاب المقدس الخاصة بالحقائق المتعلقة بهذه الايام . يشيرون الى كثرة عددهم ووفرة غناهم وذيوع شهرتهم، وينظرون بازدراء الى دعاة الحق ومناصريه على انهم قليلو العدد فقراء وخاملو الذكر ويعتنقون عقيدة تفصل بينهم وبين العالم. GC 646.1