سيكون السبت الاختبار العظيم للولاء لانه نقطة الحق المختلف و المتنازع عليها بوجه خاص . فعندما يتضح الاختبار الاخير لدى الناس ويقولون كلمتهم حينئذ يوضع حد فاصل بين من يعبدون الله ومن لا يعبدونه . ففي حين ان حفظ السبت الزائف اطاعة لشريعة الدولة خلافا لما تأمر به الوصية الرابعة هو مجاهرة بالولاء لسلطان مضاد لسلطان الله ف ان حفظ السبت الحقيقي اطاعة لشريعة الله هو برهان الولاء للخالق . وفي حين ان فريقا بقبوله رمز الخضوع للسلطات الارضية يقبل سمة الوحش، فالفريق الآخر اذ يختار علامة الولاء لسلطان الله يقبل ختم الله. GC 656.1
ان الذين قدموا حقائق رسالة الملاك الثالث في ما مضى اعتُبروا مثي ري فتن وقلاقل . وتنبؤاتهم بأن التعصب الديني سيسود في الولايات المتحدة وان الكنيسة والدولة ستتحدان معا في اضطهاد الذين يحفظون وصايا الله حُكم عليها بالسخف المجاني . وقد أُعلن بكل ثقة ان تلك البلاد لا يمكن ان تكون غير ما هي، اي حامية الحرية الدينية . ولكن اذ ا ثيرت مشكلة فرض حفظ يوم الاحد أوشكت الحادثة التي ظلت طويلا مشكوكا فيها وغير قابلة للتصديق ان تحصل، والرسالة الثالثة ستحدث تأثيرا لم يكن يُظن حدوثه من قبل. GC 656.2
في كل عصر ارسل الله خدامه لتوبيخ الخطيئة في العالم وفي الكنيسة . لكنّ الناس يرغبون في ان يُقال لهم الكلام الناعم، أما الكلام النقي غير المدهون أو المصقول فهو غير مقبول . ان كثيرين من المصلحين اذ شرعوا في عملهم قرروا ان يمارسوا حكمة عظيمة وضبط نفس في مهاجمة خطايا الكنيسة والامة . وقد كانوا يرجون، بفضل مثال حياتهم المسيحية النقية، ان يرجعوا الناس الى تعاليم الكتاب. لكنّ روح الله حل عليهم كما قد حل على ايليا اذ حركه لان يوبخ خطايا ملك شرير وشعب مرتد، ولذلك لم يستطيعوا الكف عن الكرازة باقوال الكتاب الصريحة والتعاليم التي كانوا ينفرون من تقديمه ا. لقد دُفعوا دفعا الى اعلان الحق والخطر الذي يهدد النفوس، وذلك بكل غيرة. ونطقوا بالكلام الذي أعطاهم اياه الرب من دون خوف من العواقب، وكان الناس مرغمين على الاصغاء الى الانذار. GC 656.3