”وفي ذلك الوقت يقوم ميخائيل الرئىس العظيم القائم لبني شعبك ويكون زمان ضيق لم يكن منذ كانت أمة الى ذلك الوقت . وفي ذلك الوقت ينجي شعبك كل من يوجد مكتوبا في السفر“ (دانيال ١٢ : ١). GC 664.1
عندما تنتهي رسالة الملاك الثالث لا تعود الرحمة تتوسل لاجل سكان الارض الأثمة . أما شعب الله فقد انجزوا عملهم . لقد نزل عليهم ”المطر المتأخر“ ”أوقات الفرج من وجه الرب“، وهم يُعدون لساعة التجربة المقبلة عليهم. والملائكة يسرعون في سيرهم هنا وهناك في السماء . وان ملاكا عائدا من الارض يعلن ان عمله قد كمل وقد جيء بالامتحان النهائي على الارض وكل من قد برهنوا على ولائهم لوصايا الله قبلوا ”ختم الله الحي“. حينئذ يكف يسوع عن شفاعته في القدس السماوي . ثم يرفع يديه وبصوت عظيم يقول: ”قد تم“، وكل الاجناد السماويين يخلعون اكاليله م عندما يعلن اعلانه المقدس قائلا: ”من يظلم فليظلم بعد ومن هو نجس فليتنجس بعد ومن هو بار فليتبرر بعد ومن هو مقدس فليتقدس بعد“ (رؤيا ٢٢ : ١١). لقد حُكم في كل قضية للحياة أو للموت . لقد صنع المسيح كفارة عن شعبه ومحا خطاياه م ،وقد اكتمل عدد رعاياه . ”المملكة والسلطان وعظمة المملكة تحت كل السماء“ مزمعة ان تعطى لورثة الخلاص وسيملك يسوع كملك الملوك ورب الأرباب. GC 664.2
وعندما يترك القدس يكتنف الظلام ساكني الارض . وفي ذلك الوقت المخيف ينبغي للأبرار ان يعيشوا أمام اله قدوس من دون شفيع. ويُرفع الرادع الذي كان موضوعاً على الأشرار ويكون للشيطان السيادة الكاملة على الذين اختاروا اخيرا عدم الطاعة . لقد انتهى امهال الله . ورفض العالم رحمته وازدرى بحبه وداس على شريعته، وتخطى الأشرار حد امتحانهم . ولكونهم قاوموا روح الله بكل اصرار فقد انسحب من بينهم اخير اً. واذ يكونون محرومين من حماية النعمة الالهية فلن يكون هنالك ما يقيهم شر غارات الشرير . وحينئذٍ يوقع الشيطان كل سكان الأرض في ضيقة نهائية عظيمة . واذ يكف ملائكة الله عن صد رياح شهوات الناس العنيفة وغضبهم الشديد فكل عناصر الخصومة والنزاع ستنطلق. وسيكتنف العالم كله خراب اشد هولاً من ذاك الذي حل بأورشليم في القديم. GC 665.1
ان ملاكاً واحداً أهلك كل أبكار المصريين وملأ البلاد بالنوح والعويل . وعندما اسخط داود الله لما أحصى الشعب فان ملاكاً واحداً أحدث ذلك الهلاك الرهيب الذي به عوقبت خطيئته . والقوة المدمرة نفس ها التي سيستخدمها الملائكة القديسون عندما يأمر الله سيستخدمها الملائكة الاشرار عندما يسمح الرب بذلك. توجد الآن قوى على تمام الاهبة، انما هي تنتظر فقط الاذن من الله لتنشر الدمار في كل مكان. GC 665.2
ان الذين يكرمون شريعة الله قد اتهموا بإيقاع الدينونة على العالم، وسيُعتبرون مسببي الاهتزازات والانتفاضات الهائلة التي تحدث في الطبيعة والخصومات وسفك الدماء بين الناس التي قد ملأت الارض بالويل والشقاء . والسلطان المصاحب لآخر انذار قد اهاج الاشرار . واشعل غضبهم ضد كل من قد قبلوا الرسالة، والشيطان سيثير روح الكراهية والاضطهاد الى حدود اشد بعدا. GC 665.3