ولكن طالما كان يسوع هو شفيع الانسان في القدس السماوي فان تأثير الروح القدس الرادع سيحس به الحكام والناس . وهو لا يزال يسيطر على قوانين البلاد الى حد م ا. ولولا هذه القوانين لأمست حالة العالم شرا مما هي الآن . ففي حين ان كثيرين من الحكام هم آلات فعالة في يد الشيطان فان لله أيضا وسائله ورجاله العاملين بين قادة الامة. والعدو يرف فوق عبيده لكي يقترحوا اجراءات من شأنها ان تعيق عمل الله كثيرا، لكن الساسة الذين يخافون الرب يؤثر عليهم الملائكة القديسون لمقاومة مثل تلك المقترحات بحجج لا تُرد . وهكذا سيوقف رجال قليلون تيار الشر الجارف عند حده . وستُردع مقاومة اعداء الحق حتى تتمم رسالة الملاك الثالث عمله ا. ومتى قُدم الانذار الاخير فسيسترعي انتباه هؤلاء القادة الذين يعمل الرب بواسطتهم الآن وبعض منهم سيقبلونه وسيقفون الى جانب شعب الله في اثناء وقت الضيق. GC 661.2
والملاك الذي سيشترك في اذاعة رسالة الملاك الثالث ستستنير كل الارض ببهائه . وقد انبئ هنا بعمل يشمل العالم كله بقوة غير عادية . ان حركة المجيء التي حدثت في الاعوام ١٨٤٠ — ١٨٤٤ كانت اظهارا مجيدا لقدرة الله، فقد حُملت رسالة الملاك الاول الى كل مراكز المرسلين في العالم، وفي بعض البلدان حدث اعظم اهتمام ديني شوهد في أي بلد منذ عهد الاصلاح في القرن السادس عشر . لكن هذه الحركات ستفوقها الحركة العظيمة التي ستحدث نتيجة لانذار الملاك الثالث الاخير. GC 662.1
وسيكون هذا العمل شبيها بما حدث في يوم الخمسين . فكما اعطي ”المطر المبكر“ ليظهر البذار ا لثمين وينبت بانسكاب الروح القدس عند بدء ظهور الانجيل، فكذلك سيعطى ”المطر المتأخر“ في النهاية لاجل نضج الحصاد، ”لنعرف فلنتتبع لنعرف الرب . خروجه يقين كالفجر . يأتي الينا كالمطر . كمطر متأخر يسقي الارض“ (هوشع ٦ : ٣) ”ويا بني صهيون ابتهجوا وافرحوا بالرب ا لهكم لانه يعطيكم المطر المبكر على حقه وينزل عليكم مطرا مبكرا ومتأخرا“ (يوئيل ٢ : ٢٣) ”يقول الله ويكون في الايام الاخيرة اني اسكب من روحي على كل بشر“، ”ويكون كل من يدعو باسم الرب يخلص“ (اعمال ٢: ١٧ و ٢١). GC 662.2
لن تظهر بشارة الانجيل العظيمة في ختامها قدرة الله على نحو اقل مما اظهرته في بدايته ا. والنبوات التي تمت عند انسكاب المطر المبكر في بدء عصر الانجيل ستتم ايضا في انسكاب المطر المتأخر في نهايته. هنا ”أوقات الفرج“ التي كان الرسول بطرس ينتظرها في مستقبل الايام عندما قال: ”فتوبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تأتي اوقات الفرج من وجه الرب ويرسل يسوع المسيح“ (اعمال ٣ : ١٩ و ٢٠). GC 662.3
ان عبيد الله بوجوههم المشرقة والمتألقة بنور التكريس المقدس سيسرعون من مكان الى مكان ليذيعوا رسالة السماء . ففي كل الارض ستقدم الانذار آلاف الاصوات . وستجرى عجائب فيشفى المرضى، والآيات والعجائب ستتبع المؤمنين . ثم ان الشيطان سيعمل ايضا بآيات كاذبة حتى ينزل نارا من السماء أمام عيون الناس (رؤيا ١٣ : ١٣). وهكذا سيؤتى بسكان الارض ليقفوا موقفهم. GC 662.4
ثم ان الرسالة لا تُحمل بالحجة بقدر ما تحمل باقناع روح الله العميق في القلب. لقد قُدمت الحجج . والقي البذار والآن هو سينبت ويحمل ثمر ا. ان المنشورات التي قد وزعها الكارزون قد بذلت تأثيرها، ومع ذلك فكثيرون ممن قد تأثرت عقولهم مُنعوا من ادراك الحق كاملا ومن تقديم الطاعة . أما الآن فها اشعة النور تخترق كل مكان، والحق يُرى في كل وضوحه، وأولاد الله المؤمنون يفصمون الربط التي كانت تقيدهم . فصلات القرابة العائلية والكنسية تعجز الآن عن ابقائهم اذ ان الحق اثمن من كل ما عداه . وعلى رغم كل القوات المتحدة ضد الحق فان عددا غفيرا يتخذون موقفهم الى جانب الرب . GC 663.1