”لان خطاياها لحقت السماء وتذكر الله آثامها ... في الكأس التي مزجت فيها امزجوا لها ضعف ا. بقدر ما مجدت نفسها وتنعمت بقدر ذلك أعطوها عذابا وحزنا لانها تقول في قلبها انا جالسة ملكة ولست أرملة ولن أرى حزن ا. من أجل ذلك في يو م واحد ستأتي ضرباتها موت وحزن وجوع وتحترق بالنار لان الرب الاله الذي يدينها قوي . وسيبكي وينوح عليها ملوك الارض الذين زنوا وتنعموا معها ... قائلين ويل ويل المدينة العظيمة بابل المدينة القوية لانه في ساعة واحدة جاءت دينونتك“ (رؤيا ١٨ : ٥ — ١٠). GC 706.1
”تجار الا رض“ الذين قد ”استغنوا من وفرة نعيمها“ ”سيقفون من بعيد من أجل خوف عذابها يبكون وينوحون . ويقولون ويل ويل المدينة العظيمة المتسربلة ببز وارجوان وقرمز والمتحلية بذهب وحجر كريم ولؤلؤ ! لانه في ساعة واحدة خرب غنى مثل هذا“ (رؤيا ١٨ : ١١ و ٣ و ١٥ — ١٧). GC 706.2
مثل ه ذه هي الضربات التي ستسقط على بابل في يوم افتقاد غضب الله. لقد ملأت مكيال اثمها وقد اتى وقتها ونضجت للهلاك. GC 706.3
وعندما يرد صوت الله سبي شعبه ستكون يقظة مخيفة للذين قد خسروا كل شيء في معركة الحياة العظيمة . ففي اثناء زمن النعمة اعمتهم مخادعات الشيطان وبرروا مسلك هم وهم سائرون في الخطيئة . فالأغنياء تفاخروا بتفوقهم على من كانوا أقل منهم في الغنى، لكنهم كانوا قد حصلوا على ثروتهم بانتهاك شريعة الله . لقد اهملوا إطعام الجياع وتقديم كساء للعراة والسلوك بالعدل ومحبة الرحمة. وحاولوا تعظيم انفسهم والظفر بولاء بني جنسهم . أما الآن فقد تجردوا من كل ما جعلهم عظماء وتُركوا معدمين وليس من يدافع عنهم . انهم ينظرون برعب الى الهلاك الذي حاق بالاوثان التي قد آثروها على صانعهم . لقد باعوا نفوسهم بغنى الارض وتنعماتها ولم يطلبوا ان يكونوا اغنياء في ما هو لله . والنتيجة هي ان حياتهم كانت فشلا ومسراتهم استحالت الآن الى مرارة وكنوزهم صارت فساد ا. وارباحهم التي جمعوها مدى الحياة اكتُسحت في لحظة . والاغنياء ينوحون على الدمار الذي يحل ببيوتهم الفخمة العظيمة وتبديد ذهبهم وفضتهم. لكن بكاءَهم ونوحهم سيسكته الخوف من انهم هم انفسهم سيهلكون مع أوثانهم. GC 706.4
تمتلئ قلوب الاشرار حسرة ليس بسبب اهمالهم الاثيم تجاه الله وبني جنسهم بل لان الله قد انتصر . انهم يحزنون بسبب ما صارت اليه الامور لكنهم لا يتوبون عن آثامهم. ولا يدعون وسيلة من دون ان يستخدموها لينتصروا ان امكن. GC 707.1
ينظر العالم الى الجماعة نفسها التي كان الناس يسخرون منها ويهزأون بها ويحاولون استئصالها وهي تعبر في وسط الوباء والعاصفة والزلزلة من دون أن يصاب أحد افرادها باذى . فذاك الذي هو نار آكلة لمن يعصون شريعته هو بالنسبة الى شعبه حصن أمين. GC 707.2