ومع ذلك فقد كانت ستقام آلة التعذيب مرة أخرى في كونستانس، ودم شاهد آخر كان و شيكا أن يراق لأجل الحق . ان جيروم وهو يودع هس عند رحيله للمثول أمام المجمع جعل يحثه على الشجاعة والثبات معلنا له أنه اذا وقع في أي خطر فسيهب لنجدته، فحالما علم أن صديقه المصلح قد طُرح في السجن تأهب ذلك التلميذ الأمين في الحال لانجاز وعده . ومن دون أن يحصل على صك أمان بدأ رحلته الى كونستانس ومعه رفيق واحد . ولدى وصوله الى هناك اقتنع بأنه انما قد عرض نفسه للخطر من دون أن يتمكن من عمل شيء لانقاذ هس . فهرب من المدينة . ولكن فيما كان عائدا الى وطنه قُبض عليه وأعيد مكبلا بالقيود وتحت حراسة فرقة من الجنود . وعندما وقف أمام المجمع أول مرة كانت اجابته على التهم الموجهة ضده تقابل بصرخات قائلة: ”أطرحوه في النار، ألقوا به في اللهيب!“ (٣٣). وقد طُرح في سجن مظلم وأوثق بالقيود، وكان في وضع سبَّب له آلاما مبرحة، وكان طعامه الخبز والماء . وبعد بضعة شهور سبَّبت له آلام السجن مرضا كاد يقض ي عليه، فاذ خاف أعداؤه ان يفلت منهم عاملوه بقسوة أقل مع أنه ظل سجينا عاما كاملا. GC 123.1