لما يئس القواد البابويون من الغلبة لجأوا الى الحيلة والسياسة، فعقدوا صلحا بحيث أقروا منح شعب بوهيميا حرية الضمير لقاء ترك حق القرار في يد روما. وقد قدم شعب بوهيميا أربعة شروط للصلح مع رو ما وهي : حرية الكرازة بالكتاب المقدس، حق كل أعضاء الكنيسة في الخبز والخمر في المائدة السماوية، استخدام اللغة الوطنية في العبادة، واعتزال كل رجال الاكليروس الوظائف والسلطات المدنية، ومتى أرتكب أحدهم جريمة فالسلطة الشرعية للمحاكم المدنية هي التي تحكم على الاك ليروس والعلمانيين على حد سواء . وقد ”قبلت السلطات البابوية أخيرا شروط اتباع هس الاربعة، ولكن مع حصر حق ايضاحها وتفسيرها بالمجمع، أي بالبابا والامبراطور“ (٤١). وعلى هذا الاساس عقدوا المعاهدة فكسبت روما عن طريق النفاق والمخاتلة ما عجزت عن احرازه بالحرب، لانها اذ اقامت نفسها مفسرة لشروط أتباع هس وللكتاب استطاعت تحوير معناها لخدمة أغراضها. GC 131.1
واذ رأت جماعة كبيرة في بوهيميا ان ذلك الاتفاق قد غدر بحرياتهم رفضوا قبول المعاهدة، فحدثت خصومات ووقعت انقسامات أدت الى المنازعات و سفك الدماء بين أبناء الشعب الواحد . وفي ذلك النزاع سقط القائد بروكوبيوس النبيل ومات، وبذلك اندثرت حريات بوهيميا. GC 131.2
وصار سجسموند الذي سلّم هس وجيروم الى الموت ملكا على بوهيميا الآن ، وعلى رغم القسم الذي اخذه على نفسه بأن يحمي حقوق شعب بوهيميا فقد تقدم لنشر البابوية . لكنه لم يربح كثيرا من وراء تعلقه بروما، فلقد عاش حياة التعب المحفوفة بالاخطار مدى عشرين عاما . وضاعت جيوشه وابتلعت أمواله وأقفرت خزائنه في حرب طويلة بلا جدوى. والآن بعدما ملك سنة واحد ة مات تاركا مملكته على شفا حرب أهلية ، وقد أورث نسله أسما مجللا بوصمة العار. GC 131.3
وطال أمد الفتن والشغب والمنازعات وسفك الدماء . ومرة أخرى غزت جيوش الغرباء بوهيميا، وطال أمد المنازعات والخصومات الداخلية فارتبكت الأمة . والذين بقوا أمناء للإنجيل حلت بهم اضطهادات دامية. GC 132.1