كان لوثر قد سيم كاهنا ودُعي للخروج من الدير ليكون استاذا في جامعة وتنبرج. وهناك عكف على دراسة الكتاب المقدس في لغاته الا صلية. ثم بدأ يلقي محاضرات عن الكتاب المقدس . وشرح سفر المزامير والأناجيل والرسائل لجماهير الناس الذين كانوا يستمعون اليه بسرور وشغف، وقد ألح عليه ستوبتز صديقه ورئيسه أن يعتلي المنبر ويعظ بكلمة الله . لكن لوثر تردد شاعرا في نفسه بعدم استحقاقه مخاطبة الشعب ني ابة عن المسيح . ولكن بعد صراع طويل خضع واستجاب لتوسلات اصدقائه . كان قد صار مقتدرا في الكتب واستقرت عليه نعمة الله. وقد أسرت فصاحته الباب سامعيه . وكان الوضوح والقوة اللذان بهما قدم الحق كافيين لاقناع العقول، فلمست غيرته قلوبهم. GC 138.2
كان لوثر لا يزال ابنا امينا للكنيسة البابوية، ولم يكن يفكر في أن يكون غير ذلك. وقد رتبت له عناية الله أن يزور روم ا. وتابع رحلته سائرا على قدميه . وكان يبيت في الاديرة التي كانت في طريقه . وفي أحد اديرة ايطاليا شاهد من مظاهر الثراء العظيم والفخامة والترف ما جعله يمتلئ دهشة . فلما كان الر هبان يحصلون على ايراد من الأمراء كانوا يسكنون غرفا فخمة ويرتدون أغلى الحلل وأجملها ويأكلون أشهى الأطعمة من الموائد الحافلة بأفخر طعام . فاستبدت الهواجس المؤلمة بنفس لوثر وجعل يقارن بين هذا المنظر وانكار الذات والمشقات التي حفلت بها حياته، فارتبك عقله. GC 138.3