هل ينبغي أن ينهى الله الشمس عن أن تشرق في يوم السبت ويمنع أشعتها اللطيفة عن إشاعة الدفء والحرارة في الأرض وإحياء النباتات وإنعاشها؟ وهل يلزم توقف نظام الكون في ذلك اليوم المقدس؟ وهل هو ملزم بأن يأمر جداول المياه أن تكف عن الجريان لإرواء الحقول والغابات ، وأن يأمر أمواج البحر أن تكف عن عملية المد والجزر التي لا تنتهي؟ وهل يلزم أن تتوقف الحنطة والغلال عن النمو وأن تمتنع عناقيد العنب من أن تنضج؟ وهل يجب ألا تزهر الأشجار ولا تتفتح الأزهار في يوم السبت ؟ ML 184.2
في هذه الحالة سيخسر الناس ثمار الأرض والبركات التي تجعل الحياة مرغوبا فيها .فينبغي أن تسير الطبيعة في طريقها الذي لا يتغير. إن الله لا يمكنه أن يكف يده عن العمل لحظة واحدة ، وإلا فسيغشى على الإنسان ويموت . وكذلك على الإنسان عمل يؤديه في هذا اليوم إذ ينبغي له أن يقوم بضروريات الحياة ، كما يجب العناية بالمرضى ، وسد حاجة المعوزين . إن من يهمل في تخفيف آلام المتألمين في يوم السبت لن يتبرر . إن يوم راحة الرب المقدس خلق لأجل الإنسان ، وأعمال الرحمة هي على وفاق تام مع قداسة ذلك اليوم . إن الله لا يريد أن تتألم خلائقه ساعة واحدة لو أمكن تخفيف ذلك الألم في يوم السبت أو أي يوم آخر. ML 184.3
إن الالتزامات التي على الله هي أعظم في يوم السبت منها في أي يوم آخر. ففي ذلك اليوم يترك شعب الله أعمالهم المادية ويقضون وقتهم في التأمل والعبادة . وفي يوم السبت يطلبون من الله إحسانات وبركات أكثر مما في باقي الأيام . وهم يطلبون منه أن يلتفت إليهم التفاتا خاصا . ويتوقون إلى الحصول على أثمن بركاته . والله لا ينتظر إلى ما بعد السبت ليمنحهم هذه الهبات . إن عمل السماء لا يتوقف مطلقا . فينبغي ألاّ يستريح الناس من عمل الصلاح . ليس المقصود بالسبت أن يكون بطالة لا نفع فيها . إن الشريعة تنهى عن مزاولة الأعمال الدنيوية في يوم راحة الرب ، والعمل لأجل القيام بمطاليب المعيشة ينبغي ألاّ يعمل . وكل عمل يقصد منه التمتع بالمسرات أو الربح العالمي هو عمل غير مشروع في ذلك اليوم . ولكن كما أن الله كف عن عمل الخلق واستراح في يوم السبت وباركه فكذلك يجب على الإنسان أن يكف عن مزاولة عمله اليومي ويكرس تلك الساعات المقدسة للراحة والعبادة والأعمال المقدسة . إن عمل المسيح في شفاء الرجل المريض كان على وفاق تام مع الشريعة وبه أكرم السبت. ML 185.1